” فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ “
تبارك حركة العدل والإحسان في العراق انتصار الثورة السورية واسقاط النظام الدكتاتوري في جمهورية سوريا الشقيقة، وذلك بعد نصف قرن من هيمنة حكم الحزب الواحد والعائلة الواحدة المستبدة، وسوريا الحرة اذ تشهد مرحلة تحول تاريخية، فانها تمثل انتصار العدل على الظلم، والحق على الباطل، والحرية على الدكتاتورية.
وفي هذا السياق تدعو الحركة قوى الثورة السورية الى فتح حوار وطني شامل لجميع المكونات والطوائف السورية، ليكون منطلقاً لإدارة المرحلة الإنتقالية وفق السياقات القانونية والسياسية لتجنيب البلاد الفوضى والاقتتال الداخلي لاسمح الله.
كما ندعو الاخوة الثوار الى اتخاذ الاجراءات اللازمة لتعزيز الوحدة المجتمعية وحفظ الكرامة الانسانية لجميع مكونات المجتمع السوري الكريم.
ونحذر في الوقت نفسه من تدخلات ذيول الصهيونية من العرب ومن الغرب لحرف الثورة عن مسارها وزرع الفتنة بين الثوار ومحاولة تقسيم سوريا على غرار ما حدث في ليبيا بين طرابلس وبنغازي، نصيحتنا أن تستكمل الثورة بالحفاظ على كامل التراب السوري، وذلك هو النصر المبين.
ولعل اكثر ما يشغل بال أشقائكم في العراق هو الملف الأمني وكيفية التعامل معه بسبب الذاكرة السيئة لانهيار الدولة في 2003، فندعوكم الى إيجاد مقاربة أمنية وسياسية تحفظ مصالح البلدين الشقيقين وفق المصالح العليا المشتركة وضرورات الاخوة العربية والإسلامية ومبادىء حسن الجوار.
وإنّنا إذ نراقب التطورات الإقليمية في المنطقة في ظل استمرار الحرب الصهيونية الغاشمة في غزة، فإننا نرجو الله ان تكون الثورة السورية هي مفتاحا من مفاتيح نصرة القضية الفلسطينية والتصدي للانتهاكات الصهيونية على أهلنا الأبرياء في غزة.
لقد تحدّث الكثير عن خشيتهم من انعكاس ما جرى في سوريا على الوضع العراقي، ولهم الحق في ذلك ولكننا نقول أن حماية القلوب والمشاعر والحقوق مقدم على انفاذ الحدود رغم أهميتها، وإنّنا على ثقة تامّة أن العراقيين جميعا لا يريدون عنفاً ولا إرهاباً ولا تمرداً على دولتهم؛ إذا كانت تحفظ لهم مواطنتهم وتساويهم مع غيرهم في الحقوق والواجبات.
وفي ذات الإطار تجدد حركة العدل والإحسان مطالبتها للقوى السياسية العراقية بأهمية ادراك مرحلة التحول التي تشهدها المنطقة ومعالجة الخلل في العملية السياسية في العراق على مختلف المستويات، وفي مقدمتها إقرار قانون العفو العام والشروع بخطوات فاعلة لتحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي في العراق، والتخلص من مسببات الظلم والفساد، والحفاظ على الامن والاستقرار المجتمعي بما يضمن وحدة وسلامة الأراضي العراقية.
” وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ” [ آل عمران: 103]
حركة العدل والإحسان في العراق
7 / جمادي الآخرة / 1446 هـ
8 / كانون الأول / 2024 م