عبد المنعم مصطفى قضى نحبه

0
293

بقلم الاستاذ: طالب عيفان

يقول الله تعالى في آية 23 من سورة الأحزاب :

” مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ،  فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ، وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا “.

وهكذا كان الأخ عبد المنعم مصطفى: نحسبه من المؤمنين، وممن هم رجال، بمعنى الرجولة الحقّة المتّسمة بالوقوف مع الحق الذي هو الإسلام، وقد صدقوا في الدعوة إليه بالتي هي أحسن، وهم بذلك قد أنجزوا ذلك العهد المقدس الذي عاهدوا الله عليه في دنيا الابتلاء بآخر قطرة منها حتى دخلوا بوابة الموت إلى الآخرة دار الخلود بحسابها وجزائها.

وهنا يستحق الأخ عبد المنعم مصطفى منا أن ندعو الله الكريم، ربه وربنا ورب العالمين، بالثنائية المتكاملة: المغفرة والرحمة، اللتين تتوجهما الثنائية الذهبية: رضا الله عنه وتأهيله لدخول جنته. فيكون ممن يأتون ربهم ” فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ” آل عمران:170.‏

فيا دعاة الإسلام المنتظرين، وكلنا لاحقون بالأخ عبد المنعم مصطفى، كونوا كما كان: قضى نحبه ، أي أدى دوره، فأدّوا دوركم قائلين:

إذا مات منا سيّد ٌقام سيّد ٌ… قؤول ٌلما قال الدعاة فعول ُ!

وانتبهوا لوصف “سيّد”، فقد ابتدأ بالصحابة مثل ” ربعي بن عامر” الذي خاطب رَستم في معركة القادسية ” لقد ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة “، وبقى المسلمون على تلك الخطى الواثقة في نصر الله لهم حتى العصر الحديث، فكان منهم سيد قطب، وعبد الكريم زيدان “وما بدّلوا تبديلا.” .