بطاقات رمضانية – البطاقة السابعة

0
466

نفوس يجب أن تتغير

إعداد / الدكتور منير السامرائي

 

حين أنزل اللهُ تعالى القرآن على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وقرأه على الأمة، عمل في نفوسهم عمل السحر وبلغ أثرهُ الأعمق في القلوب، وتمكن من مكامن الأرواح، وبدّل الله به من هذه الأمة خلقاً آخر ..

وها هو القرآن الكريم يتلى علينا ، فهل تغيرت نفوسُنا وانطبعت عليه أخلاقُنا ، وفعل في قلوبنا كما كان يفعلُ في قلوب أسلافنا ؟؟

ها هو شهر رمضان المبارك يظلُّنا بروحانيته ، فهل لنا أن نتصلَ بالقرآن صلةً حقيقيةً تُطهّر من أرواحنا وتغيّر من نفوسنا ؟

إننا نؤْثر الحياةَ الدنيا ونحّبها من كل قلوبنا ، فهل لنا أن نستمعَ إلى قول الله العلي الكبير ( بل تؤثرون الحياة الدنيا . والآخرة خير وأبقى ) ؟ وقولهِ ( ما عندكم ينفدْ وما عند الله باق ) ؟؟

وإننا ننظر الى الأسباب نظرةً هي كلُّ شيء ، ونُهملُ في حسابنا إرادةَ العلي الكبير ومناصرتَه لأوليائه من حيث لا يحتسبون ، وتأييدَه إياهم بما يعلم الناسُ وما لا يعلمون .. ( ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض  ونجعلهم أئمةً ونجعلَهم الوارثين ) ..

فهل لنا أن تتغير نفوسُنا بهذا الوحي الرباني والوعد القرآني ، فنكونَ بما في يد الله أوثقَ منا بما في أيدينا ؟

إننا نغضبُ لأوهى الأسباب ، ونتقاطعُ ونتدابر بسبب أو بغير سبب ، وتفرّقُ بيننا الآراءُ والأهواء والشهواتُ والمنازعُ والدنيا .. والله تعالى يقول ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا .. ) و ( إنما المؤمنون إخوة ) .. فهل لنا أن نتأثرَ بهذا الخطابِ الكريم ، فننسى الضغائن والأحقادَ ، وتتطهرَ النفوسُ والصدور ، ونجتمعَ على كلمة الله متحابين متعاونين على مرضاته ؟

وأين نحن من الأوصافِ الكريمة والسماتِ الفاضلةِ التي وسم اللهُ بها عبادَه المؤمنين ، المصدّرةِ بقوله تعالى ( قد أفلح المؤمنون ) ؟ : الخشوع في الصلاة ، والمحافظة عليها ، والإعراض عن اللغو في القول ، والعمل على تجنب ما لا ينفع .. وأداء الزكاة إبراءً للذمة وتطهيراً للثروة وتزكية للنفس  .. والحض على العفاف والأمانة والوفاء .. وغيرها من مكارم الأخلاق ..

فهل تتغيُر نفوسُنا فتتغيرَ أحوالنا ؟؟

اللهم حقق الرجاءَ وأجب الدعاء .. آمين ..