بطاقات رمضانية – البطاقة الرابعة

0
357

بين رمضانين

 إعداد / الدكتور منير السامرائي

   تعالوا – أيها الأحباب – نَرَ الذي استفدناه لأنفسنا أو لأمتنا خلال عامٍ كامل، مضى بدقائقه وساعاته وأيامه ولياليه: هل اهتدينا في رمضان الماضي إلى اسلوبٍ صحيحٍ من أساليب تربية النفوس وتطهيرِ الأرواح وتزكية الأخلاق، فحرصنا عليه ونهَجْنا نهجه، حتى جاء رمضانُ هذا العام فإذا نحن أزكى نفوساً وأصفى أرواحاً وأطهرُ أخلاقاً من ذي قبل ؟؟

   لم يجدَّ علينا جديدٌ نُسرّ به ونفرحُ له ، ولا زلنا في موقعنا حيث نحن كما كنا منذ عام، وإذا استمر الحالُ على ذلك لم يَزِدنا مَرُّ الأيام إلا تأخّراً، وذلك ما يذيب لفائفَ القلبِ لوعةً وأسى !!

   ولئن كان التفريطُ في الماضي جريمة ، فإنه في المستقبل أشدُّ جرماً وأكبرُ إثماً.. فهيّا يا أبناء الاسلام ننتهزُ فُرصةَ رمضانَ الجديدِ لنتجدّد .. تجدّدوا – يا شباب الاسلام – .. اخلعوا هذه النفوسَ الرثةَ الباليةَ الطاغيةَ الناعمةَ ، الغارقةَ في الأماني والشهوات ، واستبدلوا بها في رمضان الجديد نفوساَ أخرى، جريئةً في الحق ، شاعرةً بالواجب، مقدرةً للأمانة، كلها فتوة وهمةٌ وقوة ونزوعٌ إلى المعالي، وعزوفٌ عن الصغائر، وطموحٌ إلى المجد الذي خلّده الله لكم في كتابه، إذ يقول (ولله العزةُ ولرسوله وللمؤمنين ) .. والله وليّ التوفيق لما يحبٌّه و يرضاه ..

   أيها المسلمون .. انتهزوها فرصة وادخلوا المدرسة لأول يوم وأنتم عازمون على الجد، مترقبون للنجاح آخر الدرس، آخذون في وسائله وأسبابه .. جددوا التوبةَ في كل الأوقات، واقرؤوا القرآن بتدبر وإمعان، وأشعروا النفوس فائدة الصوم واطلبوا القيام ما أمكنكم، وأكثروا من الذكر والفكر، وارتفعوا بأرواحكم من محيط المادة، واجعلوا نصب أعينكم هذه العلامةَ التي تميز بين الصائمين في قوله تعالى :

( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) .. واخرُجوا من صومكم ( متقين ) .. بشهادة تخرج من مدرسة رمضان .. بها تَرشدون .