تمر اليوم الذكرى الخامسة والخمسون لنكبة نكبات الأمّة وفاجعة فواجعها الأليمة ، وتعيش الشعوب العربية والاسلامية فيها ظروفا أليمة من الغيبوبة تجاه قضية كانت ردحاً من الزمن هي القضية المركزية، وكأنما أُريد لها – بعد سنوات طويلة عجاف – أن تكون في عالم النسيان ، لتضيع معها الحقوق والمقدسات والاوطان .
إنّ حرب الخامس من حزيران 1967 التي انتهت بهزيمة الجيوش العربية واحتلال الصهاينة مساحات واسعة من الأراضي العربية كشفت عن مدى التآمر والخيانة في إدارة الصراع ، وأظهرت جلياً أنّ قواعد ذلك الصراع وفلسفته لم تكن قومية أو وطنية كما يدّعون ؛ بل إنّه صراع ديني وعقدي بامتياز ، ويوم تمّت تنحية البعد الديني في المواجهة بين الإسلام واليهود الصهاينة حدثت النكبة ، بما لها من تداعيات سياسية وجغرافية وتأريخية حتى يومنا هذا .
ورغم كل محاولات الاستيطان وتجاوز القوانين والقرارات الدولية ، وغض الطرف العالمي عن حملات الاعتقال الواسعة والممارسات العنصرية والحصار الظالم لمناطق واسعة من فلسطين ، وإجراءات التطبيع والتذلل ، تبقى القضية الفلسطينية محوراً أساسياً من محاور السياسة العالمية ، بما تشهده الساحة من إرهاصات المصابرة والمطاولة في المواجهة ، وما حققته المقاومة في جولاتها الأخيرة من صور البطولة والفداء ومواقف التصدي بامكاناتٍ أصبحت تطال عمق الكيان الصهيوني ، وباتت تؤثر في المعادلة باقتدار .
واليوم .. ينبغي على الأمّة ان تعي دورها وتتحمل مسؤولياتها في الوقوف بشجاعة مع الحق الفلسطيني ، باعتباره واجباً شرعياً تُمليه طبيعة الصراع والوجود ومنطلقاته ، وعلى الإعلام العربي والإسلامي – بكل وسائله – أن يعيد الى ذاكرة الاجيال تلك الحقيقة التاريخية وتداعياتها ، لتستشعر من خلالها تواصلها وانتماءها ، وتعبر عن ذلك بمواقف المساندة والمشاعر الداعمة وكلمة الحق المبين ، وادانة كل اشكال التطبيع مع العدو الغاصب ، وفضح المتخاذلين وادوارهم التخريبية والمناهضة لارادة الامة .
” وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ “
حركة العدل والإحسان في العراق
6 / ذو القعدة / 1443 هـ
5 / حزيران / 2022 م