الشيخ العالم العامل

0
1434

المولد والنشأة:

ولد عام 1957 م ، نشأ وترعرع في الاعظمية وتميز عن اشقائه بالتقوى والصلاح منذ نعومة اظفاره، اكمل دراسته الاعدادية في الاعدادية المركزية، وكان قد حفظ معظم القران الكريم، واكمل حفظه وهو في المرحلة الثانية من دراسته في الجامعة التكنلوجية قسم المكائن، حيث عُرف بعلاقاته الدعوية مع الطلبة، وكان كثير التنقل في بغداد راكباً دراجته البخارية التي سهلت له ذلك.

الجندي المسلم:

تخرج من الجامعة عام 1978 م والتحق بالخدمة العسكرية، وتزوج قبل التسريح، لكن قيام الحرب العراقية الايرانية حال دون تسريحه من الجيش.

مع كل ذلك لم يترك الصلاة في المسجد خصوصاً صلاة الجمعة، مما أدى الى نقله من صنف الهندسة الالية الكهربائية الى صنف الاستمكان، ودخل دورة في معسكر المحاويل لمدة اربعين يوما ثم نقل الى الجبهة.

خلال خدمته العسكرية نقل من الفاو الى شرق البصرة الى القاطع الاوسط، ثم العمارة، لكن بفضل الله تم تسريح المهندسين الذين اكملوا ست سنوات فتم تسريحه عام 1986 م ، وهو في الجبهة لم يترك الدعوة، وكان يصلي جماعة مع مجموعته.

بيتي في الجنة:

بعد زواجه سكن في منطقة القادسية في لغداد، وكان يواظب على الصلاة في مسجد القادسية الذي كان شيخه عادل الجبوري، ولنشاطه وامكانياته في الامامة – حيث تميز بالحفظ والصوت الندي – وامكانياته في العلوم الشرعية كان الشيخ عادل ينيبه عنه في سفره وانتقاله فكان يخطب في مسجد القادسية.

ثم عاد الى الاعظمية بعد تخرجه من الجيش وسكن قرب مسجد النعمان وعاد الى نشاطه فيها خصوصاً في مسجد النعمان فكان يشرف على دورات تحفيظ القران الكريم في المسجد للاولاد والبنات، وقد تعين في اللجنة الاولمبية كمهندس فكان يهتم بامور المسجد بعد عودته من الدوام.

النشاط الاجتماعي:

أحبه اهل المنطقة وكانوا يعتبرونه ملجأ لهم في مشاكلهم وحاجاتهم، وتميز باخلاقه التي تمثلت بخلق الرسول عليه الصلاة والسلام، وقد حرص يرحمه الله على التواصل مع عدد كبير من العوائل المحيطة به فيحضر مناسباتهم في الفرح والحزن، وكذلك دوره في وعظ النساء من خلال المسجد او الدورات الشرعية التي تقيمها جمعية الشبان المسلمين، كما خصص جزءاً من وقته لحل المشاكل الاجتماعية التي تقع بين الاسر والازواج بشكل خاص حيث كان يرحب بالجميع في مسجده الذي جعله منطلقاً للدعوة والاصلاح.

الزند مع بعض المشايخ

الكسب الحلال:

حرص الشيخ علي رحمه الله على تحصيل المال الحلال، فكان وقافا عند حدود الله وكان يحارب الوسائل التي تبيح الرشوة والكذب، وكان يتحرى الحلال في ماله.

وبعد غزة الكويت ترك العمل في الدولة، وعمل على انشاء ورشة تبريد ولجأ الى العمل الحر ولم يكن يقبل اي عمل فيه شبهات، فترك الكثير من العمل حذراً من ان يقع في الحرام، وكان يقول: من حام حول الحمى يوشك ان يقع فيه.

فضلا عن عمله كامام وخطيب للمسجد لكنه لم يترك مهنة العمل في صيانة اجهزة التبريد كتخصص في هذا المجال، ويشهد له اصحابه ومن تعامل معه بهذا الصدد بالخلق الحسن وطيبة النفس والرقي في التعامل، وكثيراً ما يقوم بخدماته مجانية لبعض العوائل ويلاطفهم بالقول: دعاؤكم يكفيني.

مواقف مشهودة:

عند دخول الاحتلال الامريكي الى بغداد كان قد رابط ورفض الخروج من المنطقة مع كل الاخطار الواردة وخصوصاً ان الغزالية تعتبر مدخل بغداد من جهة الغرب، وبقي في مسجده كمدافعاً عنه ومجموعة من العاملين وخيرة الشباب والمصلين، ودافع عن المنطقة هو والشباب، ومنع عنها السلب والنهب، وحمى بعض منشآت الدولة مثل البدالة والحوانيت والكهرباء.

ساعد في تأسيس اكثر من مؤسسة دعوية واغاثية، منها مركز ام المؤمنين خديجة رضي الله عنها، كما كان من مؤسسي مجلس علماء العراق.

وخلال الاحداث الطائفية اصبحت مسألة الخروج من المنطقة والذهاب الى المستشفى امراً صعباً جداً، فقام بتأسيس مركز صحي تعاوني من تبرعات اهل المسجد، ولا يزال المركز موجوداً الى الان، وهو من انشط المراكز الصحية في المنطقة.

قصة استشهاده:

قبل يومين من استشهاده عاهد ربه على المرابطة، فخلال حديث زوجته معه حول السفر اقسم انه لن يترك البلد وانه سيبقى مرابطا حتى يتوفاه الاجل.

قام المجرمون باستهدافه يوم 2/6/2007م وهو يستقل سيارته في منطقة الخضراء قرب مركز الشرطة.

تغمده الله بواسع رحمته، واسكنه فسيح جناته.

 

أترك تعليقاً

Please enter your comment!
Please enter your name here