المولد والنشأة :
ولد في مدينة سامراء عام 1974 م، وسط اسرة ملتزمة، ارشدته الى الصلاة منذ نعومة اظفاره، وقد تعلق قلبه بالقران فحفظ منه الكثير، وحين افتتحت دورات تحفيظ القران في جامع المختار عام 1989 كان من اوائل المشاركين فيها، وقد حاز على شهادة تقديرية في مسابقة حفظ 20 جزءاً من القران الكريم في مدينة الفلوجة.
المسيرة العلمية :
بعد اكمال دراسته المتوسطة، دخل اعدادية الدراسات الاسلامية، واثناء تخرجه فيها حصل له بعض الاحتكاك مع رموز امنيين في النظام السابق فتوعده احدهم بانه لن يقبل في اي كلية، فيقول عن نفسه رحمه الله ( فوكلت امري الى الله، واستعنت بالدعاء، وحصل قبولي في ثلاث كليات فاخترت كلية العلوم الاسلامية).
تخرج في كلية العلوم الاسلامية عام 1997 م بتفوق عالٍ ولم يحض بقبول الدراسات العليا آنذاك لانها كانت منحصرة في دائرة ضيقة يُهيمن عليها النظام السابق.
انصرف بعدها للعمل الدعوي مع ممارسته لعمله في اجهزة التكييف والمواد الكهربائية، وبعد الاحتلال بفترة من الزمن حصل له قبول الدراسات العليا، وحصل على الماجستير عام 2007 م عن رسالته الموسومة ( مصارف بيت المال في الفقه الاسلامي).
دخول الدعوة :
وجد الاخ عصام ضالته في الحركة الاسلامية فانتسب اليها عام 1994 م واصبحت الدعوة حياته وشغله الشاغل، وتولى مسؤولية الحلقات التربوية واستطاع بفضل الله ان يحدث تطوراً ملحوظاً في المهام الموكلة اليه، حيث كان رحمه الله يعمل على صنع امرين في الشباب الذين يعنى بتربيتهم، اولهما هو وفرة المعلومات الشرعية ومحاولة عكسها على الشخصية لضبط السلوك والاداء، والثاني تحفيز الهمم في جميع المجالات التي تستدعي الاهتمام والعمل على تطويرها.
كما عمل رحمه الله في المؤسسات الدعوية مثل جمعية الشبان المسلمين فرع سامراء، ورابطة طلبة العلوم الشرعية وقام بالاعدادات الاولية على مستوى محافظة صلاح الدين، لكن استشهاده حال دون اتمام المشروع.
تمتع رحمه الله بصوت جميل، فكان يؤم المصلين في جامع المختار وله حضور متميز من خلال الدروس الرمضانية التي يلقيها او يستضيف لها احداً من المشايخ الكرام.
وله رحمه الله دروس في العلوم الشرعية كان يعطيها في المسجد بعد الصلوات، مع ميله الشديد الى كتب مصطلح الحديث والاهتمام بكتب الاسانيد ومعرفة الرواة وطبقاتهم.
رسالة المسجد :
تمثل بيوت الله القلب النابض للمسلم، ولهذا جعل الاخ عصام مسجده المرجع للمنطقة في كل شئ، فجعل مكتبه للاغاثة توزع فيه الاغذية والمواد العينية التي تاتي من الجمعية الخيرية في سامراء، وكان حريصاً على ايصال جميع المستلزمات لمستحقيها دون تأخير.
وقد استطاع رحمه الله ان يجعل مسجد المختار في منطقة ( العرموشية ) منطلقاً لنشاطات كثيرة، اذ مثّل هذا المسجد بما يشبه المعهد التربوي الذي تقام فيه الدروات بمختلف الاختصاصات وملتقى رحب لشباب الدعوة فترة التسعينيات لا سيما برامج قيام العشر الاواخر من شهر رمضان، كما شارك شباب هذا المسجد وغالبهم ممن تربى على يد الشهيد رحمه الله بعدة اعمال هادفة، مثل المسرحيات والمهرجانات الانشادية التي تقام في المساجد اثناء الاحتفالات او تخرج دفعة من حفظة القران.
وله دور فعال في ايم عصيبة مرت بها المدينة، فكان يرتقي المنبر ويتجول في المناطق، كل ذلك وهو في دائرة الاستهداف حيث نجّاه الله من محاولة اغتيال حين كان مع الشهيدين حسين علاوي وقحطان ابي يعرب في السيارة نفسها.
امير الرحلة :
روح الفكاهة جزء لا يتجزأ من شخصية الاخ عصام، فقد كان ضحوكاً يدخل السرور على قلوب اخوانه ضمن حدود الادب والضوابط الشرعية، ففي احد الايام خرجنا في سفرة الى منطقة ( أبي دلف)، فلما وصلنا تكلم احد الاخوة عن ضرورة انتخاب امير للسفر تأسياً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، واجتمعت الاراء على لاقتراع السري، وبعد اعلان النتائج كان الاختيار من نصيب الاخ عصام، والطريف ان بعضهم كتبه في الورقة الانتخابية بكنيته ابو الحارث والبعض الاخر كتبه باسمه، عندها صرخ بصوت عالي قائلاً ( ما افتهمنا منو الامير، عصام لو ابو الحارث ) فضحك الجميع.
قصة استشهاده :
لكل اجل كتاب، ففي يوم 5/2/2008 م كان عصام على موعد مع الاخرة، فاثناء تواجده في محل عمله هاجمه مسلحون وقاموا باطلاق النار عليه، مما ادى الى استشهاده في الحال.
رحم الله ابا الحارث، فقد نلت خير منزلة يختم بها الانسان حياته، الا وهي قول الله تعالى :” وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ “.