” يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً “
فارس يترجل … وحارس يترحل
بقلوب يعمرها اليقين بقضاء الله وقدره تلقينا نبأ إخلاء سبيلك ، وبنفوس يغمرها الحزن والصبر الجميل فاجأتَنا برحيلك .. الى رحاب الله الواسعة ، فأنعم عنده بمستقرك ومقيلك .
لقد غادرت يا رجل الرجال وأسرجت المنون بلا سؤال
فأججت الأسى في كل قلب وجارحة ومــا أبقيت سـالي
بهذه الكلمات الصادقة تنعى حركة العدل والإحسان في العراق فقيد الأمة الإسلامية العلامة الكبير والمفكر القدير الدكتور محمد عمارة – تغمده الله بواسع رحمته .. إنه ( الفارس اليقظ المرابط على ثغور الإسلام ) – كما وصفه الشيخ الجليل القرضاوي – حفظه الله .. ذلك الوصف المستحق باقتدار، بعد رحلة عطاء مباركة طويلة ، سطر خلالها أكثر من مائتين من الكتب والبحوث والمحاضرات، وخاض غمار المئات من حلقات النقاش والمناظرات ، شكلت مشروعا اسلاميا متكاملا في العقيدة والشريعة والتاريخ والفكر والحضارة.. وبما عرف به من ايمانه ودفاعه عن وحدة الأمة وتدعيم شرعيتها بمنهج وسطي معتدل ، ومساهمته في ترشيد العقل ووضع قواعد التفكير الحر المتوازن ، وعنايته البالغة في الرد على الشبهات حول الأصول والثوابت ، بلّغ بها الدعوة وأقام الحجة بأوضح بيان.
إن مسيرته العلمية وسيرته الفكرية تعد مثالا للأجيال ، وتصريحا بأن الاسلام هو مصنع الأبطال ، وأن الدعوة الى الله هي مختبر الرجال ، وأن مستقبل الأمة الزاهر يستمد جذوره من تاريخها المجيد، ويستند الى زاد علمي وافر وتراث فكري متجدد.. فحريّ بنا الاسترشاد بمسيرته ومنهجه ، وجهده وجهاده ، فذلك وجه من وجوه تكريم علماء الامة وقاماتها العلمية.
رحم الله العلامة المفكر محمد عمارة ، رجل المواقف الشجاعة والكلمة الجريئة الصادقة ، والانتصار للحق وقضايا الأمة المصيرية ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، فقد صدع ببيان للناس في وقت كان التنكيل مصير كل من ينطق بكلمة الحق ، وخاض معارك فكرية للدفاع عن الامة ومصالحها في كل ميدان.
رعى الله الفقيد بكل خير وأسكنه فسيحات الظلال
حركة العدل والإحسان في العراق
6 / رجب الخير / 1441 هـ
1 / آذار / 2020 م