المولد والنشأة :
ولد عام 1971 م في مدينة المحمودية جنوب العاصمة بغداد، تميّز بحبه للدراسة فيها، وكان يمارس نشاطه الرياضي من خلال لعبة كرة القدم، يحبه كل من يعرفه، تميز باللطف والرقة، حيث كان قلبه رحيماً يعطف على والديه ويحترمهم وهم يبادلانه الحب نفسه.
كانت علاقاته – بالرغم من صغر سنّه – طيبة الى حد انه يسدي النصح والارشاد لهم من خلال مشاركتهم في اتخاذ قراراتهم، حيث كان صادقاً لا يعرف الغش والكذب، كان مؤمناً متديناً يحب العمل والكسب الحلال، كان يعمل في العطلة الصيفية من اجل توفير مستلزمات الدراسة.
اكمل جميع مراحل الدراسة الاولية بمدينته، حيث درس الابتدائية بمدرسة الفرات، والمتوسطة بمدرسة الزهاوي، تخرج منها ودخل في اعدادية المحمودية للبنين الفرع العلمي، ثم التحق بكلية العلوم/ قسم علوم الحياة بجامعة بغداد، الا أنه ترك الدراسة فيها والتحق بالجامعة الاسلامية حباً بتعلم العلوم الشرعية.
نال شهادة الدكتوراه في اصول الدين الاسلامي – تخصص حديث نبوي عام 2003 م ، واصبح استاذاً في الجامعة الاسلامية قسم الحديث.
طريق الدعوة :
دخل الشهيد ضمن صفوف الحركة الاسلامية عام 1995 م متأثراً بشيخه الشهيد اياد العزي رحمه الله، وقد جعل المسجد منطلقاً لدعوته وتأثيره بين الاخرين، و كانت له جهود تكللت في العمل الدعوي كإمام وخطيب جامع ناجي الخضري في الكرادة من خلال الخطب والمحاضرات ودورات القران، وله دور بارز في متابعة الايتام، حيث جمع اكثر تخصيصات ورواتب من الف يتيم من تبرعات الجمعيات الخيرية لهم.
كان له دور كبير في تثقيف المصلين في شهر رمضان الكريم والمناسبات الاسلامية، يجوب فيها مساجد بغداد يرشد المصلين ويحثهم على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر والمصابرة والمرابطة.
البيت المسلم :
رزقه الله زوجة صالحة عام 2002 م ، وعنده ثلاثة ابناء ( عبد الله ، ريان ، عمر )، ومن اللطائف ان زوجته كثيراً ما يسألونها عن اسم ( ريان ) وان الشيخ قد سماها على اسم باب من ابواب الجنة.
تحدثنا زوجته عنه فتقول : ( عشت مع الشيخ رحمه الله اربع سنوات ما رأيت منه الا يرضي الله سبحانه وتعالى، كان رحيماً رؤوفاً كريماً معي، ويصل ارحامي، يحبهم ويحترمهم، وهم يبادلونه الشعور نفسه، وكان متعاوناً معي ويلعب مع الاولاد ويطعمهم حتى يلهيهم عني لانجز اعمال البيت).
وبرّاً بوالدتي :
كان الدكتور عبد العزيز شديد التعلق بوالدته، حتى كان يغسل قدميها ويقبل يديها كلما دخل وخرج من البيت ويسألها عن رضاها عنه، وكان كثيراً ما يوصي زوجته عليها، ويسأل والدته ( امي، كيف ام عبد الله معاك ؟) فتجيبه ( الحمد لله ما مقصره يا ابني، والله يرضى عنها ) فيفرح ويشكر زوجته على ذلك، وكان يعلم اولاده على برها وتقبيل يديها واحترامها وعدم ازعاجها.
تمني الشهادة :
كان الشيخ عبد العزيز يرحمه الله يتذكر الموت دائماً، حتى انه كان يوصي اهله بعد موته أن لا يتبعوا عادات الجاهلية، وأن يدعوا له بالرحمة والمغفرة، وتحدثنا زوجته قائلة ( في اواخر ايامه قال لي: اذا لم امت شهيداً فاني خسران، لانه ما عندي عمل كبير اقابل به رب العالمين، اتمنى ان اموت شهيداً ).
قصة استشهاده :
يوم 29/ 6 / 2006 م أختطف الشيخ عبد العزيز من قبل اصحاب الملابس السوداء وأُخذ الى جهة مجهولة، وبعد مفاوضات بين الخاطفين واهله مقابل ( 15 ) الف دولار، وجدت جثته بعد عشر ايام من تاريخ اختطافه في الطب العدلي وعليها اثار التعذيب الشديد.
نسأل الله له الفردوس الاعلى، وان يلحقه بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين،، وحسُن اولئك رفيقاً.