من قواعد الحكم العادل؛ معاقبة الجاني مهما استطال الزمن وتباعد وقت ارتكاب الجريمة؛ والامر يتأكد أكثر حين يكون الجرم بحق عموم الناس ويرتكب على أساس طائفي أو عرقي وقد صرحت بذلك كل الشرائع والقوانين.
الظلم ظلمات يوم القيامة؛ وهو امر مرفوض مهما كانت الظروف وتعددت الذرائع؛ ومما يثير الاستهجان والاستغراب ان تتكرر على العراقيين مآسي المقابر الجماعية والتي ظن الكثير منا انها ولت الى غير رجعة، لكننا نتفاجأ يوما بعد يوم بمجاميع مسلحة ترتكب جرائم قتل ممنهجة بعيدا عن رقابة وسلطة القانون، كان منها ما أُكتشف من مقابر جماعية بمنطقة جرف الصخر قبل ايام.
إن حركة العدل والاحسان في العراق تدعو الحكومة الى فتح تحقيق شامل للكشف عن الجهات التي تقف وراء تنفيذ جرائم القتل بحق المدنيين لا سيما بعد اكتشاف هذه المذبحة الجماعية، كما وتدعوها الى اصدار قوانين تجرم خطاب الكراهية وتكرس مفهوم المواطنة وفق اسس ومبادىء العدل والحرية والكرامة الانسانية.
وتثمن الحركة موقف منظمات المجتمع المدني التي تعاونت مع بعض المواطنين من تلك المناطق وقامت بدفن رفات ما تم العثور عليه من جثث مجهولة الهوية بلغت واحدا وثلاثين جثة بحسب كتاب رسمي من الطب العدلي في محافظة بابل..
إن على أبناء الشعب العراقي بكل مكوناته وأطيافه واجب مضاعف بأن يغادروا الطائفية وينبذوا خطاب الكراهية والتي هي من الاسباب الرئيسة لارتكاب الجرائم الطائفية والعرقية، وأن يقفوا بوجه الظالم ويقولوا له كفى ظلماً؛ فبالعدل تبنى الاوطان وتتوحد الشعوب.
حركة العدل والإحسان في العراق
11/ ذي الحجة/ 1440 هـ
12 / آب / 2019 م