المتواضع صاحب الهمة

0
1210

المولد والنشأة

ولد عام  1970 في ناحية الاسكندرية ضمن قضاء الحصوة جنوب العاصمة بغداد، اكمل الابتدائية عام 1976م، ثم المتوسطة التي تخرج منها عام 1985 والتحق بمركز التدريب المهني فتخرج منه عام 1987،الأ ان حبه للعلم جعله يتقدم للامتحان الخارجي وبعد حصوله على شهادة الاعدادية والتي على اثرها قبل بكلية الشريعة قسم الدعوة في جامعة بغداد.

رزقه الله زوجة صالحة فتزوج في عام 1996، ولم يرزق بمولود حتى عام 2001، اذ قرت عينه بولده الوحيد يوسف.

طريق الدعوة

دخل االمسجد لأول مرة في حياته في عام 1989 ، ألا ان بداية دعوته في نصرة قضية الدين واعلاء كلمة الله في الارض ولدت عنده في عام 1994 حينما تعرف على الشيخ اياد العزي وانضم الى تيار الصحوة. ومنذ ذلك الوقت لم يعرف التهاون بل كان متواصل العمل، دؤوب الحركة في نشاطات المساجد، داعيا وخطيبا وواعظا لاخوته وللناس من خلال مناسبات الافراح والاحزان.

وروى لنا احد تلاميذه من دورات تحفيظ القران الكريم في فترة التسعينات من العقد المنصرم حيث كانت تستثمر الحملة الدينية التي اطلقها (النظام السابق) في وقتها .. يقول: ( كنت احد تلاميذ الشيخ رياض شلال في احدى حلقات القران الكريم بدورة كتاب الوحي وكان الشيخ رحمه الله هو معلمي وكنت حينها لا اتجاوز الخامسة عشر من عمري والى هذه اللحضة اتذكر كيف كان يعلمنا ان نخشع بالصلاة وان نردد ايات القران بتمعن وكيف ان الاسير اذا اسرته تكبل يداه وان المصلي عندما يقف بين يدي ربه يقف ماسورا مكتوف اليدين بين يدي ربه ليكون بمنتهى الخشوع والخضوع لله).

ارتقى الشيخ رياض منابر العديد من مساجد المنطقة (اسامة بن زيد، الحق- جل جلاله-، ابراهيم بن ادهم، عمر الفاروق، وانتهى به الامر في جامع الانوار وهو امام وخطيب لهذا المسجد).

رجل المسجد

روى لنا خادم جامع اسامة بن زيد بعضا من مواقف الشيخ رياض في التزامه حضور صلاة الجماعة رغم قساوة الظروف قائلاً: ( ان الشيخ رياض رحمه الله كان متواصلا مع مصلي المسجد بشكل غير مالوف ممن كان قد سبقه من المشايخ اذ انه ياتي كل يوم لصلاة العشاء والتراويح في اوج فترة التوتر الامني في المنطقة بين المجاهدين وقوات الاحتلال حيث يقع جامع اسامة بن زيد على الشارع الرئيسي الرابط بين العاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية وكانت المنطقة بحالة غليان لمقارعة المحتل فتفرض قوات الاحتلال حظرا للتجوال من وقت صلاة المغرب الا ان الشيخ رحمه الله يصر على المجيء للمسجد وان كان ذلك يكلفه حياته فكان قدوة للمصلين ومحركا لهم ، فيصفه مصلوا المسجد بانه الداينمو المحرك للمسجد بل للمنطقة برمتها.. فقد تحول بعهده جامع اسامة من مجرد شعائر الى حركة نشطة من الدعوة الربانية كما اصبح يعج بالشباب الملتزم فتجد الحلقات القرانية في المسجد وتجد المحاظرات المستمرة على مدار الاسبوع وذلك في اوج الفتنة التي كانت تعج بالعراق والمنطقة من استهداف لدور العبادة ولرواد المساجد ولكن بثباته وعزيمته ثبت شباب المسجد ومتطوعي الحراسة لبيت الله.

وله الفضل في انشاء (6) محلات تجارية في السياج الخارجي لجامع اسامة بن زيد ليكون ريعها لصندوق المسجد وحراسه والدورات المقامة فيه حتى اصبح جامع اسامة بن زيد يمول المسجد البقية في المنطقة وذلك كله بفضل الله ثم جهد الشيخ الشهيد رياض شلال (ابو يوسف) عليه رحمة الله.

مواقف ومآثر

كان مسؤوله في الاسرة التربوية الشيخ اياد العزي حتى توفي وما تخلف عن لقاء اسرة تربوية قط وكان فعالا داخلها وتجده يتدفق حيوية، كما اننا كنا في لجنة واحدة في ادارة العمل التربوي والدعوي في المنطقة فوجدناه مبادرا ومبدعا وما ان تطرح فكره حتى نجده عنده اصبحت برنامجا وباشر في تنفيذه، وما كان ممن يكثرون الكلام بل كان ممن يكثرون الفعل، فما عند غيره فكره عنده اصبحت عملا.

جعل بيته ملتقى للشباب من مختلف المناطق، يجلسهم على الارض على بساط متواضع وبطعام اشد تواضعا منه فما وجد قدمه وما لم يجد اعتذر، وكم من مرة كنا نبيت عنده ولا طعام عنده الا الكعك مع الشاي وبلا ادنى حرج. وكم من مرة اخرج زوجته الى بيت اهلها ليفضي البيت لاخوانه في الدعوة يتدارسون ويتذاكرون.

نشاط مبارك

يروي الاخ ابو عبدالله – احد تلامذة الشيخ – : كنا في بداية تعارفنا بالشيخ رياض وفي رمضان كنا نخرج من بيوتنا في الاسكندرية ونتواعد في مكان محدد مسبقا ونلتقي ما يقارب 20 شابا ونذهب الى مسجد حطين الذي يبعد 4-5 كم عن بيوتنا سيرا على الاقدام لاداء صلاة التراويح، واذا بالشيخ يستثمر الطريق ذهابا وايابا لاعطاء الشباب دروسا في الايمان.

وبعد رمضان كان الشيخ يدرسنا كتاب ( جامع العلوم والحكم ) يوميا بين صلاتي المغرب والعشاء في مسجد الاسكندرية الكبير او في بيت احد الاخوة علما ان الشيخ  كان يجلب معه بعض الفواكه ليستطيب بها نفوس اخوانه.

قصة استشهاده

نستمع جميعاً لاحد اخوته والذي كان بصحبته اثناء الجادث الذي دبر بليل، فيقول: اثناء عودتنا الى الاسكندرية في يوم الخميس 8/6/2006 م وبعد ان تجاوزنا سيطرة الاسكان كانت تمشي امامنا سيارة نوع اوبل فكترا ذات لون رصاصي فيها شخصان قاما باعتراض جهة سيارة الشيخ ثم اطلقوا عليه الرصاص من مسدس كاتم وكانت العملية بمنتهى الدقة والاحتراف، ورجعت السيارة الاوبل باتجاه السيطرة، بينما استمرت سيارة الشيخ بالسير الى الامام بعد ان فقد الوعي لان اصابته كانت مباشرة في رأسه الكريم.

تغمد الله شيخنا الفقيد بواسع رحمته، وانار قبره، وحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقاً.

أترك تعليقاً

Please enter your comment!
Please enter your name here