النشأة المباركة
ولد شيخنا في عام 1932 م في محلة المهدية بمنطقة الفضل في بغداد، درس وعمل معلما في مدارس باب الشيخ الابتدائية في بغداد، التقى بكبار علماء العراق منهم الشيخ امجد الزهاوي والشيخ محمد محمود الصواف والشيخ ابراهيم المدرس، والتقى بالشيخ عبد الكريم الشيخلي واخذ عنه الحديث، وكان شيخنا من المثابرين على حضور مجالس العلم والارشاد لعلماء عصره كافة ومنهم نجم الدين الواعظ وعبد الكريم زيدان وعبد العزيز البدري.
المسجد اولاً
كانت بدايته في القاء الخطب في جامع المشتل وبغداد الجديدة وحسينية الباججي ثم مسجده دعاة الاسلام الذي قضى حياته فيه، انتقل في السكن الى منطقة الدولعي في منطقة الحرية في عام 1973م، ولان المؤمن كالقنديل يضئ اينما ذهب، فقد قام شيخنا بتأسيس جامع دعاة الاسلام في مدينة الحرية، والذي بناه على جزء واسع من داره وساعده في ذلك الشيخ ابو حامد رحمه الله، ثم بفترات متباعدة وسّع مسجده على حساب داره فلم يبق في داره الا غرفة واحدة هي المنام والمكتبة في نفس الوقت، ثم ضمها الى المسجد واستأجر داراً على حسابه الخاص، فكان يقنن على نفسه واهل بيته من اجل توسعة المسجد، وطيلة دعوته في منطقة الحرية كان مثالاً للعالم والمعلم والاب والداعية على حدّ سواء، كما تمثل نشاط الشيخ يرحمه الله في مواطن عديدة من العمل المسجدي ولعل ابرزها:
1- دورات تحفيظ القران، حيث حرص على استمرارها وديمومتها، ويروي احد المصلين الذين حضروا لحظاته الاخيرة انه امسك يده وقال اوصيك بدورة القران وكررها عدة مرات.
2- المواعظ الدورية والتي ركز فيها على شرح دروس السنة النبوية وعرض فصول من حياة النبي صلى الله عليه وسلم، مع التركيز على معنى الاقتداء والاتباع للسنن في جميع لاحوال.
3- الدعوات المتكررة الى حملات شعبية يشترك فيها عدد كبير من مصلي مساجد مدينة الحرية لبناء او ترميم مسجد يحتاج الى ايدي عاملة، وكان يشرف بنفسه على اعمال الصيانة والترميم، وكذلك من خلال جمع التبرعات المالية اثناء صلاة الجمعة للاسهام في اعمال الخير.
فريق اجتماعي
شكل الشيخ رحمه الله فريقاً من رواد المسجد لتأدية بعض الواجبات الاجتناعية، وساهم كثيراً في حل المشكلات الزوجية ومنها قضايا الطلاق، لانها مسالة فيها الكثير من الخصوصية داخل الأُسر العراقية، وحرص رحمه الله على التواصل مع الناس كحضور الافراح والاعراس، ومواساتهم في احزانهم، ورعاية الارامل والايتام.
كما عرف عنه قيامه بتوزيع الطحين على المصلين بعد صلاة الفجر، وهذا العمل يقوم به مباشرة، وهو الشيخ الكبير الذي لا يبالي بكثرة الامراض، والبداية كانت ايام الحصار طوال سنين طويلة تعرض فيها الشعب الى مأساة حقيقة من نقص الغذاء والدواء في جريمة اشتركت فيها عصابات السياسة الغربية مع الحكام الظلمة.
قصة استشهاده
شاء القدر الالهي ان يستشهد الشيخ على يد حفنة من المليشيات الطائفية وكان ذلك بعد صلاة العصر، حيث توجه شيخنا لتأدية واجب العزاء لاحد ابناء المنطقة، وبعد عودته الى المسجد اعترضته زمرة الغدر والخيانة ووجهت نيران اسلحتها عليه، وكان برفقته اثنان من كبار السن من مصلي المسجد، ونقل على اثرها الى طوارئ مستشفى الكاظمية، وفي تمام الساعة السابعة مساءً من يوم السبت الموافق 6/5/2004م فاضت روحه الطاهرة الى بارئها وهو يقول: الحمد لله، برغم فقدانه الوعي، وفي صباح اليوم التالي شيعه عدد تجاوز الثلاثة الاف رجل في تشييع مهيب من المصلين ومعهم جماهير غفيرة من اهالي الحرية ومناطق اخرى تتقدمهم كوكبة من العلماء الى مثواه في مقبرة الكرخ في بغداد.
رحم الله فقيدنا الشيخ ونغمده بواسع رحماته.