أبو محمد ،، الانسان الداعية المفكر

0
1348

المولد والنشأة

ولد عام 1967 في مدينة الموصل، حي النعمانية وسط سوق النبي يونس عليه السلام على الضفة اليسرى من نهر دجلة، من عائلة كرديةمتدينة، كان والده من اصحاب الهم والهمة، فقد قام ببناء مسجد ذي النورين عام 1983 م ليكون فيما بعد منطلقاً لاعمال دعوية امتدت اثارها لجميع المحافظات العراقية.

درس الابتدائية في مدرسة القادسية للبنين، والمتوسطى في مدرسة الجماهير، واكمل في ثانوية الزهور، ليلتحق بالجامعة التكنلوجية كلية الهندسة قسم هندسة بناء وانشاءات، وحيث ان بناء الانسان هو ما كان يشغل باله، فلم يكن للغة الارقام ان تمنعه عن مواصلة حلمه والاقتراب منه، فلم يطل به المقام فترك هندسة البناء وتوجه صوب هندسة الانسان وبناء النفس وتشييد المعاني، فاختار كلية القانون جامعة الموصل، واتمها بنجاح، ثم تلاها بالدراسات العليا في جامعة الجنان في لبنان، لكن قدر الله قد اختاره للقب اخر فمنحه وسام الشهادة قبل حصوله على اللقب العلمي.

طالب العلم

نشأ خالد في بيت من بيوت الثقافة والمعرفة، فقد حوت جدران المنزل الكثير من امهات الكتب في الفقه والتفسير والحديث والتاريخ والادب العربي، فتعود من صغره على حب المطالعة والقراءة بشكل مستمر، فأيقن ان اهم شئ يرتقي بالانسان هو العلم مصداقاً لقوله تعالى :” يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ “.

النبوغ المبكر

يقول بعض علماء التنمية : يولد الانسان المبدع وفي عينيه لمعة ذكاء. ولعل محظات خالد تعطي هذه اللمعة بشكل واضح، ففي مرحلته المتوسطة ارادت وزارة التربية ابتعاثه الى الخارج لما وجدوا فيه من النبوغ والذكاء الحاد، لكن ظروفاً حصلت حالت دون تحقيق هذا الامر.

وفي مرحلته الاعدادية كتب بحثا بعنوان ( الادب الاسلامي )، ولما اطلع عليه استاذه الشاعر الاسلامي حسن طه الحسن صاحب كتاب الاستثناء في القران اثنى عليه ثناءاً جميلاً.

كان خالد يسبق الاخرين في التفكير المستقبلي ودائم الحديث عن ضرورة بناء شخصيات ذات مسؤولية للقيام باعباء الدولة واصلاح الاوضاع، مع التاكيد على تجديد وسائل الدعوة بما يتناسب مع العصر بما لا يحدث اي تضييع لثوابت الشرع الحنيف.

صناعة المعرفة

استطاع شهيدنا ان يوظف الامكانات العلمية داخل البلد في عمل مؤتمرات وندوات ومعارض تاتي ضمن منهجه الفكري في توظيف كل العلوم والامكانيات في تحقيق معنى العبودية لله تعالى ضمن فروع العلم والمعرفة وخصوصاً الانسانية منها. حيث باشر الشهيد بعد ان اصبح هناك العشرات من الشباب المسلم منبثين في مختلف الكليات الانسانية تنفيذ العديد من المشاريع التي تحاول تقديم خطوات عملية باتجاه ايجاد نماذج اسلامية في مختلف ميادين الحياة الفكرية والثقافية، وذلك عبر سلسلة من الانشطة الثقافية المتميزة على نطاق مدينة الموصل والعراق، في طليعة هذه الانشطة مهرجانات النشيد الاسلامي ومؤتمر الشريعة والقانون ومؤتمر الاقتصاد الاسلامي الاول، وغيرها العديد من الانشطة.

الرجل المؤسسي

ادرك الشهبد ابو محمد ان العمل المثمر الذي يستمر عطاؤه بعد رحيل المبادرين، ترك رحمه الله بصماته المضيئة في مدينة الموصل التي لا زالت تشع حتى اللحظة على اهل هذه المدينة بالايمان، ولهذا حرص على ان يكون العمل للاسلام ضمن عمل جماعي منظم ويرتكز على مؤسسات مختصة، فكانت اسهاماته الكبيرة في تاسيس اول مركز لتحفيظ القران الكريم في مدينة الموصل هو مركز اقرأ وذلك في شهر تشرين ثاني عام 2002، ومن ثم اسس جمعية الفرقان لعلوم القران ومنذ ذلك الحين ومراكز تحفيظ القران تنتشر على ايدي خريجي وخريجات مركز اقرأ او ممن تاثر منهم بهذه التجربة.

ومن ضمن فعالياته المجتمعية  اسس للعمل الطلابي الملتزم في الموصل فكانت مساهمته البارزة في تاسيس رابطة الطلبة والشباب العراقية –  مركز نينوى، وبعدها اسس للعمل الحقوقي والدفاع عن المعتقلين فكانت المنظمة الاسلامية لحقوق الانسان.

العمل بعد الاحتلال

فرض الاحتلال بمجيئه تحديات لم تكن في الحسبان، اذ هيمنت سياسة العنف على المشهد العراقي وبات الناس بامس الحاجة لمن يوجههم ويحميهم ويخفف وطأة الاحتلال وظلمه، فتوجه الشهيد للاصطفاف مع الفعاليات الاسلامية التي برزت لتتصدى للاحتلال على مختلف الاصعدة السياسية والمدنية والاغاثية.

لقد برز نشاط الشهيد في هذه المرحلة بشكل واضح في ميدان الدفاع عن حقوق الانسان لا سيما المعتقلين، اذ ساهم في تخطيط وقيادة العديد من التظاهرات الشعبية التي جرت في مدينة الموصل، وبالاخص بعد معركة الفلوجة، كما نظم تظاهرة حاشدة احتجاجا على اعتقال نساء من قبل قوات الاحتلال اسفرت عن اطلاق سراحهن واعتقاله في نفس اليوم من مقر عمله حيث بقي عدة اسابيع في المعتقل.

يوم الشهادة ،،، ترجل وهزم الرصاص

يوم 23/8/2007 اتصل به احد الشباب طالبا منه الحضور لالقاء محاضرة في مخيم دعوي، وسال خالد مسؤول ادارة المخيم ماذا تحتاجون؟ قال نحتاج الى كلمات نشيد، فكتب على الفور كلمات لنشيد اسلامي مؤثر، واعطى بعد ذلك دورة في مشروع التمكين، وه في اليوم الثالث للدورة استقل سيارته مع الاخ علاء، وعند مرورهم عند جسر الكفاءات تعرضوا لاطلاق النار من قبل مجموعة مسلحة، وادى هذا الحادث الى ارتطام السيارة باحدى اعمدة الجسر حيث استشهد السائق على الفور، اما خالد فقد اتصل باخية هاتفياً وقال له: انا ضربت تحت جسر الكفاءات. وتم الوصول اليه متأخرا بعض الشئ نتيجة حظر التجوال في الجانب الاخر من المدينة، وبعد ايصاله للمستشفى كانت الاطلاقة قد سببت له نزيف داخلي عميق، ومع عدم وجود طبيب مختص في الطوارئ جعل النزيف في تصاعد مما ادى الى استشهاده.

تغمد الله ع وجل اخانا ابا يوسف بواسع رحمته، واسكنه فسيح جناته.. امين.

 

أترك تعليقاً

Please enter your comment!
Please enter your name here