البطل البارّ  بوالديه،، خالد السعدون

0
1547

المولد والنشأة

ولد الشهيد في محافظة البصرة عام 1965 م  في قضاء الزبير، درس الابتدائية في مدرسة ابي بكر الصديق رضي الله عنه، وبعد اكماله المرحلة الثانوية دخل كلية الهندسة – قسم الميكانيك، وقد ترقن قيده بسبب نشاطه الاسلامي، ورفضه الانتماء للحزب الحاكم آنذاك، مما اضطره لدخول العسكرية، ثم اكمل بعد ذلم دراسته الجامعية في كلية شط العرب في قسم علوم الحاسبات.

ومنذ طفولته عشق القران الكريم، فحفظ الكثير منه، وتمتع بصوت شجي عذب، وما ان يقرأ في الصلاة حتى يجهش بالبكاء لما في صوته من تاثير في النفوس.

كان يؤم الناس في رمضان لصلاة التراويح وقيام الليل في مسجد الرشيدية، ولتحرجه من الامامة خوفاً من الرياء حاول الهرب منها فتوجه الى مسجد مزعل باشا، فلما علم المصلون بذلك هرعوا اليه، فلما التفت وراءه تفاجأ بالجموع الغفيرة، عندها رفع يديه وقال: اللهم نجنا من هذه الفتنة.

مسيرة الدعوة

كان رحمه الله قد انضم للحركة الاسلامية مع بديات شبابه، فدخل في صفوفها عام 1980 م.

قضى وقتا طويلا مع الشباب يربيهم على منهج الاسلام وفكر الحركة الاسلامية، واستطاع ان يؤثر في محيطه القبلي والعشائري، اذ كان يحتل مكانة في قلوبهم لما يجدونه من حسن الخلق، وطيب المعشر، والتفاني في الخدمة، كل ذلك ابتغاء وجه الله تعالى والدار الاخرة.

كان من الخطباء الذين انعم الله عليهم بنعمة البيان، اذ تجلس لسماعه فترة طويلة دون ان يصيبك ملل، ولقد شغل منصب الامامة والخطابة منذ عام 1998 الى عام 2006، ولم يتقاض اي راتب شهري ولا اجر من دائرة الاوقاف، بل كان عمله حسبة لله تعالى، فقد كان يكسب رزقه خلال عمله ( سائق اجرة) رحمه الله.

وبرّاً بوالدتي

كان من اشد الناس برا بوالديه، وخصوصا والدته رحمها الله، يقول احد تلامذته ” ابو اسراء”: ( في يوم من الايلام كنت مع فضيلة الشيخ خالد متوجهين الى البصرة، وفي الطريق توقفت عند محطة وقود، فترجلت من السيارة لتزويدها بالوقود، وقد تركت جهاز المسجل يعمل واذا باشودة تنشد عن الام، فعندما رجعت الى السيارة وجدت الشيخ وقد اغرورقت عيناه بالدموع تأثراً وحنيناً على فقد امه).

مشروع خدمي

وبعد تشكيل المجالس المحلية في عموم العراق، عمل في المجلس المحلي لقضاء الزبير، وكان نعم الحامل لهذه المسؤولية حيث قدم خدمات جليلة لاهله في تلك المناطق، وقد احبه القريب والبعيد من خلال تفانيه بالعمل وعفته عن المال العام، فقد عاش فقيراً ورحل عن الدنيا وهو فقير لا يملك الا راتبه الاخير من المجلس البلدي.

مواقف بطولية

وحين وقعت الفتنة الطائفية في ارض البصرة مثل باقي مدن العراق، بقي هو يرحمه الله مع الشباب في قضاء الزبير طوال شهر كامل لم يذهب الى بيته حاملاً سلاحه للواجب الشرعي ووفاءً لدعوته الخالدة.

وبالرغم من توتر الاجواء في عموم المحافظات الجنوبية عموماً لا سيما البصرة وتعرضها لكثير من الارباك نتيجة التدخلات وتعرض اهل الاسلام للتهديد بشكل او باخر، ومع ذلك كله لم يتردد رحمه الله في مواصلة تحركاته وجولاته بين الناس وفي اماكن تجمعاتهم لتقديم افضل الخدمات ما امكنه الى ذلك سبيلاً.

وقد استمر في نشاطه قبل وبعد اشتداد الازمات التي استهدفت اهل الاسلام في البصرة بعد تفجير سامراء.

علاج الازمات

ساهم الشهيد رحمه الله مع مجموعة من الدعاة ذي التاثير في محافظة البصرة على تشكيل بما يشبه فريق العمل الواحد في التصدي للطوارئ التي حدثت بعد الاحتلال وانعكاساته السلبية على البلاد والعباد.

ومن تلك الادوار التي لعبها هو تشكيل حمايات المساجد بشكل طوعي من قبل الشباب الملتزم وكذلك توفير الحصص الغذائية للعوائل الفقيرة والمتعففة.

وحرص بالتعاون مع بعض الجهات الخدمية على توفير قدر ممكن من المحروقات وذلك لتغذية مولدات الطاقة الكهربائية في الاحياء السكنية.

رحلة الخلود

اثناء مرابطته مع الشباب في منطقة الزبير لحماية المساجد هناك اتصل به المجلس البلدي لاخذ الراتب الشهري، وكان مضطراً للذهاب، اذ لم يجد اهل بيته ما يعدون من الطعام بسبب نفاد المال والطعام، فعندما خرج الى المجلس وذهب براتبه الى اهل بيته، وهناك كان المجرمون بانتظاره في كمين مسبق وذلك يوم 10/5/2006 فقاموا باطلاق النار عليه مع اثنين من رفاقه وقد استشهدوا ثلاثتهم وهم في طريقهم الى المستشفى.

نسأل الله ان يتغمد الشهيد البطل برحمته، وان يدخله فسيح الجنان مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن اولئك رفيقاً.

 

أترك تعليقاً

Please enter your comment!
Please enter your name here