المولد والنشأة
ولد عام 1968 في وسط مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار، نشأ وسط اسرة بسيطة تربى داخلها على حب شعائر الاسلام، والتزام الصلاة، ودفعته الى حلقات العلم الشرعي، فارتبطت شخصيته بالعلم والعلماء منذ سن مبكر.
اكمل دراسته الابتدائية والثانوية والاعدادية في مدينته، والتحق بالمعهد العالي لاعداد الائمة والخطباء والدعاة، وكانت مستقر اقامته مسجد الرمادي الكبير وفي مكتبة الشيخ خليل الكبيسي، اذ كانت ملاذا لكثير من طلبة العلم في الرمادي ووتوافر فيها سبل الراحة والهدوء في المطالعة ومذاكرة الكتب الشرعية.
درس على يد عدد من العلماء من امثال الشيخ الدكتور عبد الملك السعدي والشيخ هاشم جميل والشيخ احمد حسن الطه والشيخ عبد القادر السعدي، وغيرهم من رجال العلم والدعوة.
اكمل دراسته في الجامعة الاسلامية لينال بتفوق شهاداتها الثلاث ( البكالوريوس والماجستير والدكتوراه) حيث تخصص في السياسة الشرعية عام 2002، وبدرجة امتياز.
طريق الدعوة
بدأ مشروع العمل الجماعي والانضمام للحركة الاسلامية يجد طريقه الى تصورات الشهيد مع نهاية عقد الثمانينات، ولم تمض فترة طويلة على ذلك الامر حتى انضم لهذا الركب المبارك، ومنها كانت حركته الدؤوبة التي تصب في روافد الدعوة في اطرها العامة مع الاختلاف احياناً ببعض التفاصيل.
لم يتوقف نشاط الشهيد يرحمه الله تعالى عن مزاولة فعاليات عديدة تخدم مسيرة الدعوة، فبدأ بالمحاضرات الفقهية والفكرية عبر المساجد والملتقيات العامة، وكذلك سعيه الدائم لرعاية دورات القران الكريم في عموم محافظة الانبار.
كما شهدت له ارض الامارات دوراً طيباً في الدعوة الى الله، فقد استثمر وجوده بمركز الامير عبد المحسن بن جلوي للدراسات والبحوث الاسلامية بعمل محاضرات متنوعة لجمهرة من كبار الدعاة، وتبليغ الجاليات الموجودة بهذه البرامج وفي مقدمتها العوائل العراقية المقيمة هناك.
النشاط العلمي
مارس الدكتور خالد مهمة التدريس في عدة كليات، ومنها كلية التربية في جامعة الانبار، وكلية الامام الاعظم، وكذلك درّس في الجامعات الاماراتية واشرف على عدد من الرسائل الجامعية، كما ناقش عدداً منها في جامعات مختلفة.
وله مؤلفات وبحوث متميزة في مجال فقه السياسة الشرعية والفكر الاسلامي، ففي مجال الكتب المنشورة ( الفقه السياسي للوثائق النبوية، مستقبل العراق والعالم الاسلامي، قواعد الفقه السياسي الاسلامي… وغيرها).
وكذلك بحوثه مثل ( معقد الامال في صناعة جيل الصحب والآل، الطريقة المثلى لتعليم القران الكريم كمنهج للوسطية والاعتدال، استراتيجية المصالحة والتعايش في العراق… وغيرها).
العمل الاعلامي
شارك الدكتور خالد رحمه الله بمجموعة من المشاركات الاعلامية المرئية والمسموعة لعدد من القنوات الفضائية المحلية والعربية والاجنبية، كما انجز مجموعة من البرامج ومنها: الاسلام والمواطنة، برنامج الامة الوسط، برنامج الرسول العظيم في القران الكريم، برنامج انسانية الرسالة المحمدية، وله اكثر من سبعين مقالاً في عشرات الصحف والمجلات في العراق والدول العبية والاسلامية والغربية، ومن ابرزر هذه المقالات: العراق وضرورة الوسطية، نحو بناء دولة مدنية في العراق، المسجد والمشاركة السياسية لعراق المستقبل.
العمل السياسي
اشترك الشهيد رحمه الله منذ عام 1991 في اعداد دراسات ومشاريع المستقبل العراقي، وقد فصل من الوظيفة عام 1992 م لاسباب سياسية، وقد تعرض لعدة محاولات اغتيال منذ 9-4-2003 بسبب مشاركته في العمل السياسي، وبسبب توجهه الفكري والثقافي، وقد ادت احدى هده المحاولات الى اصابته البليغة في 25-5-2004م واستشهاد ثلاثة من زملائه.
وبالرغم من هذا كله لم يتوقف عن اداء رسالته بين الناس، فرشح نفسه عضواً للبرلمان عن محافظته وقد نال ذلك بفضل الله، ودأب من خلال موقعه الى ايصال اصوات اهل البلد ممن تعرضوا الى صنوف العذاب على يد ديمقراطية الدم، لاماكن صنع القرار تأدية للامانة التي حملها ودفع ضريبتها في العشر الاواخر من رمضان المبارك، حيث اعتلت روحه الى خالقهها وهو يصافح بعض المصلين بعد انتهاء صلاة التراويح.
قصة استشهاده
يوم الثامن والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 2011م، قصد الدكتور خالد مسجد ام القرى ببغداد لاداء صلاة التراويح، والتقى بعدد من العلماء والمشايخ لتطوير اليات العمل الدعوي في مختلف المؤسسات.
وبعد انتهاء الصلاة وانفضاض المصلين، بقي شهيدنا يرحمه الله واقفا للسلام والحديث مع بعض مصلي المسجد، وفي تلك اللحظات الروحية الطيبة يفاجأ الجميع بانفجار احد الانتحاريين بالقرب منه، كان هو في مقدمة الضحايا نتيجة تلك الجريمة، حيث استباح دماء الابرياء في بيت من بيوت الله، وفي العشر الاواخر من الشهر الكريم.
تقبل الله فقيدنا في الصالحين، وجزاه عن خدمته للاسلام والمسلمين خير الجزاء، والحقه بالابرار من عباده في مقعد صدق عند مليك مقتدر.