التاسع من نيسان.. يوم الكسوف الكلي لشمس العراق، أدخله في ليل دامس لا يزال العراقيون يرقبون فجره من بعيد، إنه تاريخ أسود يستذكره العراقيون بكل أسى وحسرة ومعاناة، يوم أعلن البغاة ” سقوط بغداد ” تحت وطأة الاحتلال الأمريكي – الغربي البغيض، لتدخل البلاد في دوامة من الاضطراب والفساد، والفوضى الأمنية وتخريب البنية التحتية وتفكيك المؤسسات، لا زال العراقيون يدفعون ثمنها باهضاً من عدم الاستقرار والمستقبل المجهول، كما دفعوا ثمنها من التضحيات الجسام: قوافل من الشهداء والمصابين والمعتقلين والمفقودين ، مشفوعة بضريبة العنف والتهجير والتدمير.
وكما كانت مبررات الغزو غير مشروعة وأسبابه موهومة مشبوهة فإن نتائجه كانت أشد نكالاً على بناء الدولة والمجتمع، فقد أضحى التقسيم العرقي والطائفي بديلاً عن التعايش السلمي، واستشرى الفساد بكل أشكاله في مفاصل الدولة، فأسلموا البلاد من الطغيان والاستبداد إلى الظلم والفساد.
لقد أثبت التاريخ أن التغيير والإصلاح لا يتحقق إلا على أيدي أبناء الشعب المخلصين وقواه الوطنية، وإن التغيير من الخارج والاستقواء بالقوى الغاشمة لا يعدو أن يكون مؤامرة كبرى للتخريب والتدمير وإسقاط هيبة الدولة والسيطرة على الثروات، وخدمة الأعداء.
وإننا لندرك أن احتلال العراق كان حلقة من حلقات التآمر الكبرى على الأمة الاسلامية وإضعافها وإقصائها عن أي دور حضاري تتطلع إليه شعوبها الحية، ولا تزال حلقاتها تتوالى في أرجاء العالم الاسلامي، وما يجري في فلسطين عموماً وفي غزة خصوصاً، وفي السودان وسوريا ولبنان وليبيا ، وغيرها، دليل واضح على أن المؤامرة واسعة وأن المسلسل ليس له حدود.
واليوم، إذ تمر الذكرى الأليمة، فإننا نجدد استنكارنا لكل مجريات الغزو وأهدافه ومآلاته، وندعو كل القوى الوطنية لإعادة النظر في واقع البلاد والعمل الجاد على رسم مستقبل واعد بالبناء الرصين ونظام الحكم الرشيد والتعاون على البر والتقوى، دون استحواذ أو إقصاء.
” رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ “
حركة العدل والإحسان في العراق
10 / شوال / 1446 هـ
9 / نيسان / 2025 م