القرآن كيمياء الأرواح
إعداد / الدكتور منير السامرائي
إن القرآن يفعل فعلَ السحرِ الحلال في الملائكة ِالمقربين والجن والمؤمنين والكافرين ، في مواقف لهم مشهودة ، فيؤثّر في كل موجود .. ويظل هكذا معجزةَ الوجود وآيةَ الخلود ..
وهل تغيّرت الأمةُ العربية بغير هذا القرآن الذي قادها إلى ما لم تكن تعرف ، وجمعها على ما لم تكن تألف .. حتى صارت آيةً بين الأمم ومعجزةً بين الشعوب ؟
أيها المسلمون الصائمون القائمون .. ألا إن هذا القرآن بين أيديكم كما كان بين أيدي السابقين ، تستمعون إليه كما كانوا يستمعون ، وتقرؤونه كما كانوا يقرؤون .. لم يُنقص منه حرف ، ولم تَضِع منه آية ، ولم تتبدل فيه كلمة ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) .. فما بالُه لم يفعل بكم ما فعل بهم ، ولم يغيّر منكم ما غيّر من أخلاقهم وأوضاعهم وطباعهم ؟؟
الجواب ببساطة ..
ذلك ؛ لأنهم تلقَّوه مؤمنين و قرؤوه متدبرين ، واستمعوا إليه طائعين ، وأقبَلوا عليه منفذين ، وأسلموه زمامَ النفوسِ والأرواح ، وهو كيمياؤه التي لا تستعصي على فعلها العناصرُ ولا يقف أمام فعلها جاحدٌ أو مكابر .. فأنشأهم قوماً آخرين ، وجعلهم حجتَه على الظالمين ..
وتستطيعون أن تكونوا كذلك ، إذا آمنتم بالقرآن إيمانَهم ، ونهجتُم به في أنفسكم وأوضاعكم نهجَهم ، فحلّلتم حلالَه ، وحرّمتم حرامَه ، وأنفذتم أحكامَه ، وتدبّرتم آياتهِ وسرتم بتوجيهاته ، وكان هواكم تبعاً لما جاء به .. فهل أنتم فاعلون ؟؟ .. وفقنا اللهُ لمراضيه ، وجعل مستقبلَ حالِنا خيراً من ماضيه .