بيان (رقم1) حول قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس

0
8082

مع بداية انطلاق مسيرة حركتنا (حركة العدل والاحسان) بعقدها للمؤتمر التأسيسي الأول للحركة وانتخاب قيادتها .. تناقلت وسائل الاعلام كافة خبر عزم القيادة الأمريكية نقل سفارتها إلى القدس .. وانطلاقا من مرجعية هذه الحركة، ومبادئ العدل والاحسان التي تؤمن بها ووشحت بها اسمها .. تعد الحركة قرار الرئيس الامريكي (ترامب) نقل السفارة الأمريكية إلى القدس -حاضنة أولى القبلتين وثالث الحرمين- استفزازا صارخا لأمة الإسلام ، واعتداء جائرا على قيم العدالة والشرعية القانونية – التي تدعيه امريكا شعارا لها – ، وانحيازا فجا لدعم كيان مغتصب لحق شعبنا الفلسطيني الصابر.
ونحن اذ نؤكد رفضنا الكامل لهذه الخطوة، واستنكارنا الشديد لها ، لأننا نعدها اعترافاً أمريكياً ظالما بشرعية الاحتلال حتى على الأراضي الفلسطينية التي اعتبرتها مواثيق الأمم المتحدة محتلة .. نؤكد أيضا أن استنكارنا نقل السفارة لا يعني ان بقائها في “تل أبيب” شرعيا ؛ لأننا نؤمن أنها مدينة مغتصبة ومحتلة أيضا ولا حقّ للغاصبين فيها، وأن نقل السفارة في الحقيقة يتم من مدينة محتلة إلى أخرى محتلة. وأن وجود السفارة الأمريكية وجميع سفارات الدول الأخرى في تل أبيب أو في القدس أو في أية بقعة من أرض فلسطين هو صورة من صور العدوان، ويعدّ مساندة لليهود الصهاينة في احتلالهم، وهو وجود مرفوض وباطل .. لانهم بذلك يمنحون ما لا يملكونه لمن لا يستحقونه ، لذا ندعو الإدارة الأمريكية التراجع عن هذا القرار الباطل شرعا وقانونا.
إننا نعد الخطوة الأمريكية هذه تصعيدا للعدوان بانتهاك قدسية المكان، وغطرسة لفرض الأمر الواقع، واستهتارا بالمسلمين وعقيدتهم ومشاعرهم، كون نقل السفارة له دلالاته الاعتبارية الكثيرة؛ لأن القدس في ضميرنا ثالث أقدس المدن بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة، ونقل السفارة إليها استهانة بقدسية هذه البقعة ، وتجاهلا بأحقية المطالب العربية والإسلامية، وطمسا للرمزية الدينية التي ترتبط بالمدينة المقدسة للمسلمين والمسيحيين على حد سواء، بل تعد تراجعا عن العهود التي تتعلق حتى بالموقف الأمريكي من المدينة المقدسة في كافة العهود والإدارات.
وعلى الرغم من ايماننا أن للقدس رباً يحميها، نؤمن كذلك أنه ( لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ) من الجد والاجتهاد والسعي الحثيث لنصرة قضايا الأمة .. لذا نرى أن الاعتصام بحبل الله، وإعداد النفوس على منهج الحق ومبادئه هو أول الطريق لتوحيد الجهود وبناء أمة عزيزة.
وعلى الرغم من يقيننا بأهمية التعامل في القضية الفلسطينية ككل لا يتجزأ إلا أننا نرى أن التهوين من خطوة نقل السفارة يعد جزء من عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني ، واعطاء شرعية للاحتلال المستمر منذ سنين طويلة ، وضرب من الخذلان للقضية برمتها وللقدس على وجه الخصوص، لأنه يأتي ضمن مخطط الكيد والتآمر في تهويد هذه المدينة المقدسة ومشروع التصفية النهائية لقضيتنا المركزية، وهذا المشروع الذي يجب السعي من كل المخلصين والشرفاء بكل الوسائل المشروعة أن لا يمرّ.
شعوبنا الكريمة في كل ارجاء المعمورة …
الوعي بخطورة المعركة، ومكانة القضية، وقدسية القصد، ووجوب العمل وبذل الجهد والوقت والمال، والفكر والكلمة والحرف ، والتوحد خلف الهدف الواحد؛ والاعتصام بحبل الله العظيم ، ثم الثقة بعدالة القضية وقدرات الشعوب الكامنة هو أملنا ، وأهم أسلحتنا في معركة القدس الناشبة الآن.
إن أملنا بالله أولا ثم بصمود شعبنا المقدسي الكريم -شعب الجبارين- ، وانتفاضة الشرفاء في عالمنا العربي والإسلامي ، وشرفاء العالم الحر في دعم قضيتنا العادلة كفيل أن يوقف هذه المهزلة، فليكن همّ كلّ واحد منّا ماذا عليّ أن أفعل؟ وماذا أستطيع أن أعمل؟ ولا تحقروا من الفعل لأجل قضايانا العادلة وفي مقدمتها القدس شيئا ولو كان شطر كلمة أو رفع صوت ، أو صرخة غضب … وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [التوبة: 105] ..
النصر والعز لقدسنا الشريف واقصانا السليب .. والمجد والفخر لكل التضحيات في سبيله …

حركة العدل والاحسان
19/ ربيع الاول/ 1439 هـ
7/كانون الاول/ 2017

أترك تعليقاً

Please enter your comment!
Please enter your name here