فضيلة الشيخ المفتي

0
1458

المولد والنشأة

ولد عام 1940 في مدينة الفلوجة غربي بغداد، ونشأ في اسرة تعبد الله وتبتغي مرضاته، وتعمل بجد ونشاط في ايام كانت العائلات تستيقظ فيها عند صلاة الفجر لااء الفريضة، ومباشرة يوم جديد، وتخلد الى نومها في الهزيع الاول من الليل ليكون لها في قافلة المستغفرين بالاسحار نصيب، حتى غزت المغريات والملهيات بيوت المسلمين، فضاع هذا الفضل بينهم الا قليلاً.

في سنة 1962 دخل المدرسة الآصفية لتعلم العلوم الشرعية، وكان ذلك بتشجيع من علامة الفلوجة عبد العزيز السالم السامرائي، اذ لقيه في الطريق فقال له : ( لماذا لا تصبح طالب علم؟ فقال له الشيخ حمزة: ومن اين اعيش؟ فقال له الشيخ: لديك همة وريك ييسر) وفي اليوم الثاني جلس مع الصغار يطلب العلم وقد شابه في ذلك الشيخ خالد الازهري الذي بدأ رحلته الى طلب العلم في سن متقدمة.

كا ملازماً لدروس الشيخ عبد العزيز حتى انه اكمل المنهج في الفقه الشافعي باتقان عجيب، ومن طرائف ما يذكر عن الشيخ عبد العزيز السالم انه اذا سئل عن تلامذته في المدرسة قال:” لدي واحد يكفيني الجميع”، وكان يقصد به الشيخ حمزة رحمه الله.

تخرج من المدرسة الآصفية عام 1974م ليعين بعد ذلك مدرساً في مدرسة الخالدية الدينية في الفلوجة، وقد احبه تلامذته لسهولة عباراته وطريقة شرحه للموضوع، وكان ياتي اليهم بامثلة من الواقع كي يسهل عليهم استيعاب القاعدة الفقهية.

المسيرة العلمية

في عام 1974  دخل السيخ حمزة كلية الشريعة لطلب العلم بالشهادة الاكاديمية، اكملها في عام 1978 بنجاح باهر مما اهله للحصول على الماجستير بعد ذلك، وكان اكبر الطلبة، فكان الاساتذة يجلونه ويخجلون في التعامل معه لكبر سنه.

واثناء دراسته في بغداد قامت ادارة الاوقاف بتعيينه في جامع الخفافين، وكان يعطب الدروس الشرعية بشكل منتظم في فقه العبادات والايمان وسائر مسائل الشريعة، وكان الناس يترددون اليه في كل صغيرة وكبيرة في مسائل الدين.

تميز الشيخ رحمه الله بطاقة علمية واسعة حتى اصبح ” مفتي الانبار” يقصده الناس للسؤال عن الاحكام الشرعية وفروض الدين، وخصوصاً القضايا المتعلقة بالطلاق لحساسية الموضوع وخطورته.

الرزق الحلال

حرص الشيخ رحمه الله على كسب المال الحلال في كل عمل يقوم به، فلم يعرف عنه تخلف عن دوره في امامة الناس في المسجد، وحين طلب منه بعض الناس الخروج في نزهة وترك المسجد لبعض الوقت قال لهم بنبرة حادة ” ومن اين اعطي حق هذه الاوقات يوم القيامة”، فلقد ترسخ في اعماق الشيخ ان التوفيق يبدأ من اللقمة الحلال، ولا مناص من اداء الواجب الشرعي على اكمل وجه حتى يفوز بالنعيم المقيم يوم عرض الناس للحساب.

في مواجهة الاحتلال

حين تعرض البلد الى الغزو الامريكي البغيض لم يكن الشيخ بعيداً عن مجرى الاحداث، فلقد شارك اهله ورفاقه في الدعوة كل مراحل التصدي لهذا العدوان بالكلمة الصادقة والتوجيه والارشاد، واصدر الفتوى المعروفة بمقاومة الامريكان خارج المدن حتى لا يتضرر الناس ولا سبل معيشتهم.

وداعاً… فضيلة المفتي

في مساء الثلاثاء الموافق 29/11/2005 قامت مجموعة من المسلحين بمهاجمة الشيخ حمزة بوابل من الرصاص وذلك عقب خروجه من صلاة العشاء من مسجد الوحدة، اصابت تلك النيران جسد الشيخ مباشرة مما ادت الى ارتقاء روحه في الحال.

وقد خرجت الفلوجة في تشييع مهيب حضره الصغار والكبار، تذرف عيونهم الدموع لفقدان عالمهم الاول، المفتي الشهيد الذي لحق بركب الخالدين، طامعاً في الفردوس والمنازل العلى، فرحاً بمن سبقوه من المسلمين الى مرضاة الله رب العالمين.

فعليك يا شيخنا رحمة الله ورضوانه واسكنك فسيح جناته.

 

أترك تعليقاً

Please enter your comment!
Please enter your name here