بـيـــان ( 136 ): الذكرى السنوية الأولى لمعركة العـــزّة ( طوفان الأقصى )

0
44

” نَصۡرٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَتۡحٞ قَرِيبٞۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ

   عام من العدوان الهمجي والتوحش على غزة العزّة، وعام من الصمود الاسطوري للمقاومة وحاضنتها الشعبية، وعام من التواطؤ الغربي البغيض، وعام من الانكفاء العربي الرسمي المهين، وهذا باختصار ملخص للصورة التي تتجلى في ظلال معركة طوفان الأقصى.

   وسيسجل التاريخ أن العملية مثّلت منعطفاً مفصلياً في تأريخ الصراع ضد الصهيونية وحلفائها، وأنها حلقة هامّة لكسر العدوان المستمر وقد حققت أهدافاُ استراتيجية كبرى، ما كانت لتتحقق لولا بسالة المقاومة وبطولاتها، ولولا صمود الشعب الفلسطيني وتضحياته وإصراره على حريته واستقلاله وحقوقه وصون كرامته ومقدساته، فقد حطّم النفسية الاسرائيلية القائمة على نظرية الجيش الذي لا يُهزم، وكبّد الكيان الغاصب خسائر جسيمة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وإعلامياً، آخذةً به نحو الانهيار.

   وجاء الطوفان ليوقف الانهيار العربي والإسلامي، بعد أن غابت القضية الفلسطينية عن الذاكرة، بفعل عوامل الضعف والتجزئة، فإذا بالقضية حاضرة في وجدان الأمّة وبؤرة اهتمامها.

   إن معركة طوفان الأقصى التي تدور رحاها على أرض غزّة منذ سنة كاملة، وتداعياتها الجارية على أرض لبنان، إنّما هي معركة الأمة جميعاً ومشروعها الحضاري للتحرر والانعتاق، ومن هنا نرى أن الانخراط في هذه المعركة مَهمّة الجميع، ولكلٍّ واجب عليه القيام به، العلماء بالتحريض والتأصيل والتبيين، والحكام والمسؤولون بالمواقف السياسية الداعمة، والشعوب بالمؤازرة والإغاثة والمساندة، والنخب بالحراك الفاعل والوسائل المؤثرة، والإعلام بالمشاركة في كل ذلك محققاً الأثر والتأثير ورسم صورة النصر والصمود وبشائر التمكين.

   تحية إجلال وإكبار الى الذين صاغوا المجد بدمائهم وجهادهم، المرابطين على الثغور، المزمجرين بكتاب الله وآياته، وتحية إجلال وافتخار الى الثابتين في سوح الوغى القابضين على الزناد باقتدار ورشاد، وبرداً وسلاماً على أهل غزة حاضنة المقاومة الشعبية الصامدة، فقد اثبتوا أنهم كانوا في حصارهم احراراً بإيمانهم وصبرهم وثباتهم وتضحياتهم، فطوبى لقوافل الشهداء في جنات النعيم، وقد كتبوا بدمائهم الزكية قصة النصر المؤزر،،، القريب باذن الله تعالى.

وإنّه لجهاد .. نصر أو استشهاد

حركة العدل والإحسان في العراق

4 / ربيع الآخر / 1446 هـ

7 / تشرين اول / 2024 م