حركة العدل والإحسان تنعى العالم الكبير الشيخ محمد أحمد الراشد رحمه الله

0
111

 

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا “

   ارتحل فجر اليوم عن دار الفناء إلى دار الكرامة والبقاء شيخ الدعوة وإمام العاملين المصلحين في التاريخ المعاصر الأستاذ المربي الشيخ الفارس ( محمد احمد الراشد ) بعد حياة طيبة كريمة زاخرة بالعطاء والحركة الوثابة، تنطق بهديرها مآثرُه ، وتشهد له بها مفاخرُه التي يتقاصر إزاءها الإحصاء، وتتلعثم عن بيانها عبارات الثناء والإطراء.

   الشيخ الراشد – رحمه الله تعالى- تعجز الأوصاف عن الوفاء بحقه، وتطيش الموازين عن الإيفاء بمستحقه، فقد بلغت مدوناته في الدعوة والتربية والفكر والحركة الآفاق، وتربّت على منظوماته في التأصيل الدعوي أجيال كثيرة تنداح اليوم وغداً -باذن الله- في ساحات الدعوة والإصلاح في ربوع العالم، تنهل من المعين الثجاج والقبس الوهاج المفعم بالحياة والتحريك وهمس النبضات، فتستقي من روحه وروحانيته الشفافة معاني صناعة الحياة وفقه الدعوة في الافتاء والإجتهاد وتجلية المسار.

   لقد كان أبو عمار ( المحارب المحرابي ) الذي لا يفتر، والأديب الواعي الذي لا يتوقف عطاؤه، والمحرك الدائب الذي يمدّ الحياة بالحركة على وفق ( ولادة الحركات ) ويصوغ استراتيجيات الحركة الحيوية بمنهجية التربية الدعوية.

   وإنّنا في حركة العدل والإحسان إذ ننعى إلى العالم الإسلامي فقيدنا الراحل وأحد أبرز قيادات العمل وعلماً من أعلام الدعوة، نستذكر بفخر مواقفه الشجاعة في مناصرة الحق، وأفكاره المنيرة وبيانه الراقي في صناعة الأمل، ما جعله قريباً من القلوب، وملهماً لمشاعر المحبة والأخوة، وكان لطلاب العلم والاجتهاد مناراً، وللسالكين في ميدان التزكية والتهذيب فناراً ، في مسار مستقيم وتيار مستديم، وسيبقى إرثه الفكري العميق حاضراً في حياة الأمة، وتراثه المعرفي مفخرة من مفاخر الحركة الإسلامية.

تغمد الله رجل الدعوة وفارسها ” أبا عمار ” بواسع الرحمة والغفران ، وأسكنه فسيح الجنان ومقاعد الصدق والرضوان، وجزاه عنا حسن ثواب الآخرة، وألهم أهله وذويه وطلابه ومحبيه جميل الصبر والسلوان ..

وإنّا على فراقك يا فارس الميدان لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا … إنّا لله وإنا اليه راجعون.ِ

 

حركة العدل والإحسان في العراق

23 / صـفـر / 1446 هـ

27 / آب / 2024 م