نستقبل – اليوم – عاماً هجرياً جديداً حاملاً معه ذكرى الهجرة النبوية الشريفة ؛ لتُذكرنا بأنّ في التاريخ صفحات مشرقة وأحداثاً مفصلية تُعيد ضبط بوصلة الحياة وبناء الحضارة على أسس راسخة من القيم والمبادئ السامية، يبذل فيها المؤمنون المخلصون كل جهد وعطاء، ويقتحمون الصعاب والتحديات بنفوس شامخة وإرادة راسخة، وقد كانت الهجرة ذلك المَعلم الأشم في تصحيح مسيرة البشرية وهدايتها سواء السبيل ..
وفي ذات السياق التغييري، يعيش العالم – اليوم – منعطفاً تاريخياً كبيراً وأحداثاً جسيمة تحمل كثيراً من تلك المعاني التي جسدتها أحداث الهجرة المباركة من التضحية والفداء والثبات واليقين، إنها معركة طوفان الأقصى، يسجل فيها جند الله ملاحم اسطورية ومواقف بطولية سيكون لها القول الفصل – بإذن الله تعالى – في كتابة تاريخ مشرق جديد، تعلو فيه راية الحق ” وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ” ..
وإنّنا إذ نهنئ الأمة الإسلامية ونبارك لها ذكرى هجرة المصطفى – صلى الله عليه وسلم – نبتهل إلى الله العلي القدير أن يهيئ لها أمر رشد يعز فيه أولياؤه ويذل أعداؤه، ويكتب النصر المؤزر في غزة العزة ، والفتح المبين للأقصى المبارك ” وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ” .