ليلة السلام
إعداد / الدكتور منير السامرائي
هذا كتابُ ربِّ العالمين ينطقُ على الناس بالحق يهتف بالسلام ، ويُشيد بالسلام ، ويقرّ على الأرض السلام ، وينزل في موكبٍ من الملائكة يحدوه ويحُفّ به السلام.. ( سلام .. هي حتى مطلع الفجر ) .
وتحيتُنا فيما بيننا ويومَ نلقى ربّنا سلام ، وختامُ صلواتِنا ومناجاتِنا سلام .. وربنا اللهُ الملك القدوس السلام ، الذي أعدّ للصالحين من عباده دار السلام .. ودينُنا الاسلام ومادتُه السلام …
ويوم اتخذْنا السلام شعاراً لم نقف عند حدوده النظرية أو مدلولاته اللفظية ، ولكن السلامَ الذي أراده الله لعباده في ظل الاسلام يقوم على دعامتين :
الأولى : النظام الاجتماعي الكامل الذي أنزله الله في ليلة السلام ، يعلن الأخوةَ العالمية ، ويرفعُ من مستوى النفس الانسانية ، ويكشفُ للبصائر عن حقائق الربانية ، ويقيمُ دعائم العدالةِ الاجتماعية ، يُشيع معاني الحب والسعادةِ والطمأنينة والسلام .
والثانية : الأمة المؤمنةُ بهذا النظام والدولةُ القائمة عليه ، تفقهُه وتؤمنُ به ، وتدافعُ عنه وتدعو إليه ، وتُرشدُ البشريةَ إلى ما فيه من خير وجمال ورحمة وسلام.. ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) .
وبذلك اقترن الوضعُ النظري بالكفاح العملي ، فحفظَ الأمن واستقرّ بين العالمين السلام .
( فأصفح عنهم وقل سلام ) .