خصائص العبادات
إعداد / الدكتور منير السامرائي
العبادات في الاسلام هي مظهرُ الصلةِ بين الله وخلقه ، ومشرقُ النورِ في قلوبهم من ملكوته ، والحجابُ بينهم وبين وساوس الشيطان ونزواتِه .. وقد وُضعت على قواعدَ حكيمةٍ سليمة ، أهمّها :
أولا – إن العبادات في الإسلام لا كلفةَ فيها ولا حرج ( يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر ) .. وضِعت على البساطةِ التامة والتخفيفِ الكامل ، ووضِعت إلى جانبها الرخصُ والكفارات ، مع الإبقاء على حرمة التشريع وقداسته .
ثانيا – إن لكل عبادة بعدَها الاجتماعيَّ ومغزاها العلمي ، فهي ليست ألغازاً محجوبة ، وليست طلاسمَ مجهولة .. ولكنها أقوالٌ وأفعال لها في النفس أثرُها ، ولها في المجتمع خطرُها .. فهذا الصومُ تحريرٌ للنفس من قيود العادات وأدرانِ الشهوات ، وتقويةٌ للإرادة في الخير حتى تنتصرَ على نزعات الشر .. وإن أسمى ما يحرِصُ عليه الإنسانُ أن يكون حراً مُريداً للخير لكل الناس .
ثالثا – إن هذه العبادات لا تعمل عملَها ، ولا ينالُ العبدُ ثوابها حتى تصدرَ عن وحي نفسه وتنبعَ من أعماق قلبه .. فالنية الصالحة شرطٌ في صحتها وقبولها ، وإخلاصُ القصد ركنٌ من أركان ثوابها .. ونيةُ العبدِ خيرٌ من عمله و ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) ..
والأعمال صور قائمة ، أرواحُها وجودُ سرِّ الإخلاص فيها ، فلن يُرفعَ إلى الله عملٌ لا إخلاصَ فيه ، وليست الحركاتُ والسكنات والأقوالُ والإشاراتُ بمغنيةٍ عن صاحبها ما لم يصحبْها قلبٌ خاشعٌ مخبتٌ صادقُ التوجه الى الله العلي الكبير ..
فلنُقِم أعمالنا على هذه القواعد المحكمة ، وتصطبغ بتلكم الخصائص المتميزة ، فإنما العمل ثمرةُ العلمِ والإخلاص .