مع حلول العام الهجري الجديد يستذكر المسلمون والعالم أجمع تلك الرحلة الميمونة لنبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم ، رحلة التحدي والفداء ، رحلة الإنعتاق والاستعلاء ، حاملاً معه مشاعل الحرية والسلام ( شاهداً ومبشراً ونذيراً ) ليُنير الطريق أمام البشرية فتصنع تاريخاً مجيداً يليق بكرامة الانسان ودوره في الشُّهود الحضاري وعمارة الأرض ومجسداً رسالة التعارف بين الشعوب والأمم .
واليوم ، يحيا العالم ظروفاً صعبة شديدة ، وتعاني البشرية نَكد العيش وتوتر العلاقات واضطرابها ، فلا بد له من استلهام الدروس والعبر من أحداث الهجرة المباركة ، فإن فيها البلسم والحياة الطيبة ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) . وإنما الهجرة أمل وتصديق بموعود الله وعمل واتباع لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها .
نغتنم هذه المناسبة السعيدة لنتقدم بأزكى التهاني وأصدق التبريكات للشعب العراقي الكريم والأمة الإسلامية المجيدة ، سائلين المولى عز وجل أن يجعله عام سلام وازدهار وأمن
وأمان ، وبشارة خير ورشاد من قبس النبوة الأنور ، تنجلي بها الهموم والكربات ، وينكشف الظلم وتتبدد الظلمات .