المولد والنشأة :
ولد في محافظة اربيل عام 1966 م ثم انتقل مع اهله الى بعقوبة في العام نفسه ، ثم عاد الى بغداد عام 1973 م، وترعرع بين حلقات حفظ القرآن وهو صغير ، مما رسّخ حفظه لكتاب الله العزيز بشكل متقن ، كان كثير المراجعة لسوره حتى يوم استشهاده .
درس الابتداية في مدرسة التربية الاسلامية في المنصور ، وبعد ان اكمل المتوسطة درس في الاعدادية المركزية ، ثم قبل في كلية العلوم – علوم الارض عام 1987 م .
دخوله للدعوة :
انضم الى صفوف الحركة الاسلامية عام 1987 ، ونشط في الحلقات التربوية ، وعُرف عنه إلتزامه الشديد بالاسلام ، وكان شخصية تزرع الأمل والنشاط في نفوس الجميع .
كان له حضور فاعل في مختلف الانشطة الصيفية ، ويعرفه الجميع باتقان العمل والانضباط متمثلاً حديث النبي صلى الله عليه وسلم :” ان الله يحب اذا عمل احدكم عملاً ان يتقنه ” ( ذكره الالباني في السلسلة الصحيحة ) .
تميز بين اخوانه بسمو الخُلق والسلوك الحسن ، وخدمة عموم الناس ، حتى انه اذا سار في الشارع سلّم على الصغار قبل الكبار ، ويلاعبهم ويلاطفهم ويحثهم على مكارم الاخلاق .
شهادات وخبرات :
حصل على شهادة كفاءة باللغة الانكليزية عام 1991 م وشهادة استخدام الحاسوب عام 1997 م وشهادة اللغة الانكليزية 2004 م وشهادة في رياضة كيكوشنكاي ( حزام ازرق متقدم ) عام 2002 م ، وتأسيس قسم تدريب الحاسوب في وزارة العمل ، وتأسيس مؤسسة المجد لتقنية المعلومات ( 2005 – 2006 ) ، والاشراف على تأسيس الكثير من المنظمات المهتمة بحقوق الانسان والاغاثة والتأهيل والدعاية ، وكان مسؤول مجلس الاباء في احدى الثانويات يتفاعل مع الادارة في حل مشاكل الطلبة .
في صدره محفوظ :
بدأ الحجي مشواره مع كتاب الله عز وجل تلميذاً تحت يد الشيخ مولود التركي رحمه الله الذي كان يدرّس في منطقة حي القاهرة ببغداد ، اذ كان الحجي يركب دراجته ويأتي اليه من منطقة سكناه يومياً ، وقد تعجب منه كثير من الشباب من صبره على الحر في شهري تموز وآب ، ومع ان الشيخ مولود لا يدرّس اي طالب الا انه رأى في الحجي قوة الاصرار والعزم على طلب العلم ، وأخذ الاجازة منه برواية حفص عن عاصم 1987 م ، ثم اكمل مشواره باخذ بقية الاجازات في قراءة القران الكريم ، ثم انطلق حاملاً لواء ” خيركم من تعلم القران وعلمه ” ، ليدرّس القران في مساجد بغداد ومن ضمنها جامع بدرية في حي اور وجامع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وجامعي ملوكي والحسنين في العامرية ، وقد كان اماماً وخطيباً في معظمها .
ان في ذلك لذكرى :
يروي احد رفقاء دربه قائلاً : اراد صاحبي الشهيد ان يتزوج وطلب ان ارافقه ، كنت اصغر القوم الذين حضروا مجلس الخطوبة ، وتكلم الكبار واثنوا على العائلتين ، وطلب رجل من عِلية القوم احد يتكلم من اصحابه المقربين ، فكنت انا ، قلت – وما زلت اقول – : انني كلما رأيت صاحبي محمداً ذكّرني بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي ذكر للصحابة الكرام :” انه سيطلّ عليكم رجل من أهل الجنة ” ، ودخل المسجد رجل من عامة المسلمين ، واراد شاب من شباب الصحابة المتحمسين ان يقف على سر البشارة التي بشر بها النبي هذا الرجل ، فلحق الرجل ودخل معه بيته ، وعلم بعد ذلك ان البشارة كانت بسبب انه يضع رأسه على الوسادة وليس في قلبه غشاً لاحد من المسلمين ولا يحمل حقداً على احد ، وهكذا كان صاحبي ) .
قال لي : شكراً !!
يقول احد محبيه : قبل ان يوافيه الاجل بايام كنت قد صليت الفجر في المسجد وعند الانتهاء من الصلاة التفت فرأيته موجوداً ، سلمت عليه وخرجنا معاً ، سألته مستشيراً : كيف استطيع ان اجعل زوجتي داعية الى الله عز وجل ؟ فرأيت الفرحة في عينيه اثناء جوابه الشافي ، وعند نهاية كلامه قال : أشكرك !! ، سألته مستغرباً لم الشكر حجي ؟ قال : لأنك تهتم بزوجتك .
بل الرفيق الأعلى :
في ليلة شاتية كان الحجي جالساً في سيارته يقرأ سورة طه ، ريثما يأتي ابنه ليأخذه معه الى اداء صلاة العشاء في المسجد ، إذ انبرى اليه ثلة من المجرمين فاطلقوا على رأسه رصاصتين ليسيل دمه على المصحف، كما سال دم سيدنا عثمان رضي الله عنه من قبل ، وعند خروج ابنه من البيت وجد اباه ملطخاً بالدماء فتم نقله الى المستشفى ليفارق الحياة هناك مختاراً الرفيق الاعلى في 10/2/2010 م .
ولدت فرأيت البيت العتيق ، أفنيت شبابك بالصلاة في المساجد وتلاوة القران ، كبرت فلامست دمائك ايات الذكر الحكيم ، بفراقك دمعت العين ، نسأل الله العظيم أن يجعلك عنده من المقبولين ،، آمين .