المولد والنشأة :
ولد عام 1948 م بمدينة سامراء ونشأ في طاعة الله وفي كنف أسرة اتخذت من الدعوة سبيلاً لتفقيه المسلمين وتعليمهم وتوجيههم نحو الهداية وطاعة الله ، فأبوه هو الشيخ طه محمد علي إمام وخطيب جامع المحمودية الكبير سنة 1951 م عُيّن في هذا الجامع وانتقل بأسرته الى المحمودية ونشأ فيها ولده محمد ودرس الابتدائية فيها ودخل المعهد الإسلامي في سنة 1966 م الذي يديره والده ثم عين في جامع حي الموظفين في المحمودية عام 1970 م ثم عيّن بعد ذلك واعظاً لعشائر وقرى المحمودية سنة 1973 م ، وبعدها دخل كلية الامام الأعظم للدراسات الإسلامية عام 1974 م وتخرج منها عام 1979 م .
طريق الدعوة :
وجد الشيخ محمد في منهج الحركة والنشاط لدين الله عز وجل ، فكان في كل شهر يجمع زملاءه والشيوخ والخطباء في بيته ويتداولون ما يحدث بالبلد ويحاول أن يحثّهم على أن تكون خطبهم تتخطى الجمود الذي فيها وفيهم وتتناول أخبار البلد والشباب خاصة وطرق معالجة المشاكل التي عند الشباب وحثهم وترغيبهم للصلاة في الجوامع وفي التعامل مع أهلهم ووالديهم خاصة ، وكان يأخذ أهله جميعهم الى الأرياف في مناسباتهم واغتنامها في الدعوة الى الله لأنهم كانوا في غفلة فالرجل منهم إذا كان يصلي فزوجته وبناته لا يصلون فكان باذن الله وقدرته ان اهتدت النساء الى الصلاة وممارسة المطالعة من خلال الهدايا التي كانوا ياخذونها معهم .
رجل المسجد :
من خلال مزاولته عمله في الوعظ والارشاد والتنقل هنا وهناك كان موضع ثقة المحسنين الذين يعرفونه حق المعرفة هيئوا له سيارة من ( بيك آب ) أخذ ينقل بها المواد التي يشتريها لبناء المساجد ولحمل من يأخذه لاتمام عمله فقد قطع على نفسه وعداً أن يحث ويسعى لبناء المساجد في القرى والأرياف التي كانت تفتقر لذلك ولقد فعل واكمل بناء ما يقارب 80 مسجد قبل أن تناله يد الغدر في عام 1991 م حيث اغتالته الحكومة آنذاك ولم يعرف عنه شيئاً .
كان يرحمه الله تعالى يقيم احتفالات إسلامية مثل المولد النبوي والاسراء والمعراج ، كان يأخذ أولاده وبناته وزوجاته الى جوامع بغداد مثل جامع ( البنية ) ، واقترحت عليه زوجته ( أم سعيد ) بأن يقيم الدورات في الجامع الذي كان يخطب فيه في حي الموظفين ومن هناك انطلقت الدورات القرآنية في المساجد .
البيت المسلم :
تزوج من اقربائه الزوجة الاولى وانجبت له ثلاث بنات وولدين أحدهما الشيخ مجاهد عام 1977 م وتزوج الثانية من قضاء المحمودية وانجبت له الشيخ سعيداً وولداً آخر اسمه عاصم وبنتين .
كان يربي أولاده تربية إسلامية ويحاول أن يجعلهم يكملون طريقه ولكن حدث الحادث الأليم عام 1991 م وترك الحمل الثقيل على زوجته الثالثة أم سعيد حيث أكملت من بعده تربيتهم جهد أمكانها .
مع الناس :
كان الشيخ ( محمد ) يرحمه الله لا ينفك عن حضور المناسبات على اختلاف أنواعها وكان يصل ارحامه ويزور أقاربه واصدقائه ، فهو شخصية ذات لطافة ويحمل الوُد وحب الخير للجميع .
وقد كان يرحمه الله تعالى كثير السعي في إصلاح ذات البين ويعود المرضى فهو حسبه والله حسيبه ولا نزكّي على الله أحداً مثالاً للمؤمن الحق ، الذي يسعى في قضاء حوائج المسلمين ، ويبذل نفسه حتى يرسم البسمة على وجوه الفقراء وأهل الفاقة ، حتى جاءته ساعة المنية وهو على سعي مبارك في تقديم العون جزاه الله خير الجزاء .
قصة استشهاده :
تميّزت شخصيته بالجرأة في قول كلمة الحق ومحاربة الفساد والمفسدين وكان هذا سبباً في اعتقاله من المسجد يوم 23/3/1991 م في جامع المحمودية بعد أن انتقد حالة الافطار العلني في رمضان وحمل الحكومة مسؤولية ذلك وتم التعتيم الحكومي على مكان اعتقاله ومصيره .
رحم الله الشيخ الجليل بواسع رحمته ، وجعل مثواه الفردوس الأعلى ،، آمين