الحمد لله الذي تفرد بالعزة والبقاء ، وكتب على المخلوقات الموت والفناء ، فقال ( كل من عليها فان . ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) ، بمشاعر الايمان والرضا ، وببالغ الحزن والأسى تنعـى حـركة العـدل والإحسـان فقيد الحركة الاسلامية في العراق وأبرز قادتهـا الأوائـل الاستـاذ الدكتـور ( نعمان عبد الرزاق السامرائي ) وقد لبى نداء ربه تعالى ، مغفوراً له – بإذنه عز وجل – بعد عمر مبارك في العبادة والاستقامة والصلاح والدعوة الى الخير.
كفى السماء نجومٌ لا عِداد لها وليس يُكسف إلا الشمس والقمر
إن الكلمات لتعجز عن البيان في رثاء الفقيد الغالي وإيفائه حقه بذكر سيرته الوضّاءة ومسيرته الجليلة في ميادين العلم والفكر والسياسة والفقه والتاريخ ، وفي صروح التربية والتعليم والجامعات والجمعيات ، وفي التأليف والدراسات ، فهو – رحمه الله تعالى – موسوعة ثرّة في كل شأن ورائد مبدع في كل فن ، وإسمه اللامع ونشاطه البارز مرسوم في الطليعة والأوائل في تاريخ الحركة الاسلامية : فهو عضو في أول تنظيم طلابي ، ومن الرعيل الأول في جمعية الأخوة الاسلامية وأحد قادتها ، وهو مؤسس الحزب الاسلامي العراقي وأمينه العام الأول، قاد الحزب في أحلك الظروف بخطى رشيدة وانجازات مشهودة ومواقف شجاعة مشرفة على كل الأصعدة ، قارع فيها الظلم والاستبداد وحارب التطرف والإلحاد ، وكانت له في ذلك صولات وجولات ، ستبقى ذكراها تسري في جسد الأمة وروحها ، حاملة عبق الحياة الطيبة والغاية النبيلة والجهد المبارك .
اللهم هذا شيخنا وحبيبنا – أبا المنذر – قد حلّ في وفادتك فأكرم وفادته واكتبه في الصالحين الأخيار والمصلحين الأبرار، وأحلّه دار المقامة من فضلك ، لا يمسه فيها نصب ولا يمسه فيها لغوب ، وألهم أهله وذويه وإخوانه ومحبيه الصبر والاحتساب والتعاون على البر والتقوى .