” وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ “
تسارعت الأحداث في المشهد الأفغاني الأخير وتطورت بشكل فاجأ العالم وأصاب المتابعين والمراقبين بالحيرة والذهول وطاشت معه كثير من التوقعات .
إلا أن مَن يقرأ التاريخ ويستلهم من أحداثه العِبر لن يتفاجأ بمثل هذه النتائج ، فتداوُل الأيام سنة من سنن الله في خلقه ، والمغالبة والتدافع واحدة من تلكم السنن .
وأَن لما يحدث في أفغانستان دروساً كبيرةً على الشعوب ان تفهمها وتتعلمها ، وعلى المستكبرين الغاصبين أن يدركوها ويتعلموها :
-
إنّ إرادة الشعوب في تحررها أمضى من الطغيان والاستبداد ، وأن أمّة تعشق الحرية والكرامة لن يُرهبها تحالف الظالمين والمتجبرين .
-
إن النصر والتمكين حليف من ياخذ للأمر أُهْبته ويوفر عدته ، وإن طالت الأيام ، فإن النصر مع الصبر .
-
إنّ الاستقواء بالاجنبي مهما تعاظمت قوته وسطوته لن يحمي كياناً ولن يبني جيشاً يحمل عقيدة يدافع عنها ، ولن يصمد ساعة امام ارادة الامة وامالها .
-
إن الاحتلال مصيره الى زوال ، ولا بد يوماً أن يخرج مذموماً مدحوراً يَجرّ أذيال الهزيمة
والذل ، بجهود المخلصين وصمودهم ، والله غالب على امره . -
ونحن نتطلع أن تقيم القيادة الجديدة – وهي تستظل بظل الشريعة السمحاء – ميزان العدل بين فئات الشعب كافة ، وترعى حقوق الانسان وتحفظ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنساء ( استوصوا بالنساء خيرا ) فذلكم ممّا تقوم عليه الدول وتدوم به سيادة الأمم.