اليوم كسفت شمس من شُموس البصرة الفيحاء ، وخسف قمر من أقمار الدعوة في العراق (وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر ) ، فقد لبّى نداء ربه الكريم رائد الدعوة شيخ المربين المعلم الرباني الاستاذ ( خليل العقرب ) راحلاً عن دنيا الفناء والعناء ، ليلقى ربّاً غفوراً رحيماً وافر العطاء .
لقد كان المغفور له – باذن الله – صوتاً للحق مجلجلاً ، وداعياً الى الله مبجلاً ، ذا همّة عالية يغبطه فيها الأقران والخلّان ، فإن كانت الأيام قد أوهنت جسمه النحيل فإنها لم تُوهن من عزمه وثباته في نصرة الدين ، يشهد له كل من عرفه وعاشره بالسمت الإيماني المشرق وبالخُلق الطيّب المتين ، يفرض على جلسائه محبته ومودته ، ويقتحم بثغره الباسم النفوس والقلوب ، ولعلها من علامات القبول عند الله ولا نزكي على الله احداً .
عزاؤنا فيك شيخنا الكبير أنك الآن في كنف مولاك الودود ، يتغمدك بواسع رحمته ويفرغ عليك من وابل مغفرته ورضوانه ، ونساله تعالى أن يجعلك في مقعد الصدق عنده إنه مليك مقتدر.