المولد والنشأة :
ولد في مدينة راوة عام 1957م ، في ظل أسرة إسلامية محافظة ، بدء نشاطه في الإعدادية لينضم إلى الحركة الإسلامية حينها وتبدأ رحلة المضايقات من قبل أجهزة الأمن منذ ذلك الحين.
التحق بكلية الإدارة والاقتصاد في جامعة الموصل ، وهناك تفرغ لبناء نفسه تربوياً وفكرياً حيث عمد الى حفظ شيء من القران وقراءة تفاسيره وخصوصاً تفسير الرازي حيث كان كثير الاستدلال به في المناسبات والمواقف .
الحياة العسكرية :
دخل الاخ ليث الجيش لأداء الخدمة الإلزامية مع بداية الحرب العراقية الإيرانية ، لتبدأ معاناته الشديدة نتيجة التقارير الآثمة التي كانت ترفع عنه من المنطقة ، وقد أُعتقل عدّة مرات في شعب الاستخبارات، ولكن حسن سلوكه وأداؤه العسكري المنضبط وتقارير الوحدات التي يخدم فيها كانت تشفع له في تلك الايام القاسية من حياته .
الداعية الممتحن :
انتدب للتدريس عام 1985 م في إعدادية الصناعة بمنطقة القائم ، وبدأ مرحلة جديدة من الدعوة بين أوساط الطلبة هناك ، حيث استطاع أن يكون فريقاً من الأخوة يقومون بالانشطة الثقافية المتنوعة التي تدعو الى تعاليم الدين وقيمه الخلقية .
وبعد سنتين من هذه التجربة صدر أمر باعتقاله مع كوكبة من رجال الحركة الاسلامية ، ولبِث مع اخوته في السجن لسنتين ثم جاء الافراج عنهم بواسطة بعض الاسلاميين آنذاك .
وبعد انتهاء حرب الكويت صدر أمر باعتقاله أيضاً من مديرية الأمن ، ولكنه استطاع التخفي لمدة عام في مدينة حديثة التي استقر فيها ممتهناً التجارة ومواصلاً دعوته الى دين الله عز وجل .
دوره بعد الاحتلال :
تزايد نشاط الشهيد رحمه الله في التقريب والتجميع ورص الصفوف ، حيث عمل على تحشيد الجهود منذ اللحظة الاولى لقوات الاحتلال الى أرض العراق .
وكانت جهوده تنصب في الدعوة والتحرك على الناس ومخاطبتهم بلسان الاسلام الذي هو اساس العزة في هذه الدنيا ، منطلقاً من كل خبرته وتراثه التربوي في ادارة العمل الاسلامي في منطقة حديثة .
ونتيجة لذلك التحرك الفعال في ربوع المنطقة الغربية لا سيما في المحافل الاجتماعية التي يغشاها الناس والتواصل معهم والسماع منهم ، ودعوتهم الى منهج الاسلام الذي يضع الحلول لجميع جزيئات الحياة .
بدأت التهددات تنهال عليه بالقتل والتصفية ، وذلك من خلال عدة محاولات للوشاية به لدى قوات الاحتلال التي قامت بعدة محاولات لاعتقاله ومداهمة اماكن تواجده اكثر من مرة ، لكن الله سلم ، وجنبه الوقوع بين قبضة الاحتلال البغيض .
قصة استشهاده :
يقول أحد الاخوة الذين رافقوه طويلاً في مشواره الدعوي : زرته في بيته طالباً منه أن يترك المنطقة ولو لفترة قصيرة ، وقرر رفض طلبي هذا وقال : لا يموت الانسان الا بيومه .
عُدت اليه بعد شهر من اللقاء الاول وبطلب من والده الى مدينة راوة ولو لفترة قصيرة ، وقبل وصولي إليه بخمسة دقائق كانت رصاصات الريح الصفراء قد استقرت في جسده الطاهر ، لأعود به الى والده ومدينته راوة محمولاً على نعش الكرامة والشهادة بإذن الله ، وذلك يوم الأحد 16/تموز/2006 م .
تغمد الله شهيدنا بواسع الرحمات ، وأكرم أخانا ليث بصحبة سيد السادات عليه الصلاة والسلام في الفردوس الاعلى ،، آمين .