يوماً بعد يوم تتكاثر الحوادث المؤسفة في هذا البلد الجريح ، وتتفاقم الأحداث المأساوية على الشعب المظلوم في ظل حكومات متعاقبة لا ترعى في المواطنين إلاًّ ولا ذمّة ، فقد بلغ التهاون والتقصير في الإصلاح مـداه ، وكثُرت مظاهر الفساد وضحاياه ، فمن إنهيار منظومة الكهرباء إلى تردّي خدمات الماء والمجاري والطرق والمواصلات ، ورداءة الخدمات
الصحية ، إلى فواجع الحرائق في المستشفيات ، وآخرها مستشفى الناصرية والذي راح ضحيته العشرات من المرضى والكوادر العاملة ، والسبب الأول هو سوء الإدارة وعدم القيام بإجراءات السلامة والوقاية من الكوارث ، حتى تحوّلت المستشفيات من مراكز للخدمات الصحية إلى مقابر جماعية وأفران للموت بالجملة .
وفي الوقت الذي نقدم فيه تعازينا ومواساتنا إلى الشعب العراقي عامّة وذوي الضحايا خاصّة ، فإنّنا ندعو الحكومة والسلطات المتنفذة إلى القيام بحملة جادة للقضاء على الفساد وملحقاته ، والشروع بعملية إصلاح شامل وإسناد المسؤوليات إلى ذوي الكفاءة والمهنية والإنتماء الوطني العالي ، وتوفير مستلزمات العيش الكريم لأبناء الشعب ، فذلك إستحقاق إنساني للجميع ، وواجب دستوري في أعناق المسؤولين .. ” وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ” .