المولد والنشأة :
ولد في مدينة طويريج في محافظة كربلاء عام 1976 م وفيها نشأ وبدء دراسته الابتدائية لينتقل بعدها الى مدينة المحمودية وفيها انهى دراسته الابتدائية والمتوسطة والاعدادية ، كان متميزاً بين اقرانه بتفوقه الدراسي حيث كان ترتيبه الاول على مدرسته في الصفوف المنتهية لدراستي الابتدائية والمتوسطة، اكمل الاعدادية ودخل الجامعة التكنلوجية قسم البناء والانشاءات، وقد اظهر تفوقاً واضحاً حيث كان ترتيبه الثاني على المرحلة في دراسة البكالوريوس ليكمل بعدها الماجستير والتي حل فيها بالمرتبة الاولى على دفعته .
امتاز بذكائه وفطنته وروح التحدي والقابلية على مواجهة الصعاب ، كان طموحاً جداً ولم يمتلك اليأس لقلبه سبيلاً ، حاول الاعتماد على نفسه منذ الصغر فكان يعمل في العطل الصيفية ومتى سنحت له الفرصة .
عاش باحثاً عن الحقيقة ، ولما اقتنع بما رآه حقاً تحمل من اجله الكثير وعاش موازناً بين احترامه للفكرة التي يعتنقها وبين علاقاته في الحياة .
طريق الدعوة :
بدأت علاقته بالحركة الاسلامية منذ تعرفه مطلع التسعينات على الشيخ الشهيد اياد العزي الذي لازمه ما يربو على عقد من الزمن ، فكان من اقرب تلامذته واكثرهم نجابة وفطنة وحرصاً على نصرة الدين ، فكان الشيخ بالنسبة له الاب والمربي والمرشد ، حمل هم الدعوة مبكراً فأثر بزملائه في الدراسة وعاش لنصرة الدعوة ونرجو الله تعالى انه مات من اجلها .
يتحدث صاحبه في طريق الدعوة الى الله الدكتور عادي العبيدي قائلاً : ( ترافقنا اطفالاً في نهاية المرحلة الابتدائية ولازم احدنا الاخر كالشيء وظله ، فقد كنا نقضي معاً اكثر من عشر ساعات يومياً ولسنوات من عقد من الزمن لم نفارق جلسة القران اليويمية بين صلاتي المغرب والعشاء ، كان المسجد يقع خلف الحي السكني الذي نسكنه بمسافة ، ويربطه بها طريق ترابي يصبح ايام المطر طريقاً موحلاً يتعذر على المصلين قطعه ، لكننا كنا نصر على حضور الصلاة التي لا يؤديها في مثل هذه الايام الا انفار لا يتعدون اصابع اليد الواحدة ، وكان يشد احدنا على يد الثاني ونتخبط في وحل الطين ذات اليمين وذات الشمال ، وكان يقول احدنا للاخر : علّ الله سبحانه ينظر الينا فيرحمنا ويثبتنا يوم القيامة ونقطع الصراط يدا بيد نحو الجنة ، كان يسعى لاعلاء كلمة الله سبحانه مهما كلفه ذاك من جهد وثمن ، حتى دخل المحتل الغاصب الذي اشهد انه كان يكرهه ايما اكراه ، وكان مستعداً للنيل منه ، وما ان بدأت المجالس البلدية بالتشكل حتى اضطر ان يدخل المجلس البلدي بنية خدمة دينه ووقف زحف الباطل الذي يريد ان يخرب البلاد ويشقي العباد .. كان يقول لي انه يسعده ان تكون جمجمته جزءاً من جسر الجماجم التي تعبر عليها مسيرة الاسلام ) .
معرفتي به :
تعرفت على الشهيد قحطان في احدى التشاطات الدعوية عقب احتلال العراق عام 2003 م وقد وجدته المسلم الايجابي وصاحب الهمة العالية والتضحية غير المحدودة لخدمة العمل الاسلامي وتقديمه على ما سواه .
ويوم حاول اعداء الاسلام من اهل الضلال والانحراف تشويه اهل الحق من العاملين في الصف الاسلامي لا سيما بعد احداث الفلوجة الاولى عام 2003 م كان هو يرحمه الله ذلك المبادر في الاتصال بعدد كبير من الفضائيات لترتيب لقاءات لرموز العمل الاسلامي والرد على جميع الشبهات والاتهامات التي اثيرت آنذاك .
دوره بعد الاحتلال :
بعد احتلال العراق عمل في المجالس البلدية ، وكان فطناً حاذقاً يعرف كيف يتعامل مع الاخرين ، ويجيد التفكير ، ودفع حياته ثمناً لهذا العمل الذي كان يظن انه يقف فيه على ثغرة من الثغرات ، متحملاً المخاطر والتهديد خاصة انه كان ناجحاً في حياته المهنية الخاصة ، اغتالته رصاصات الغدر الجبانة وهو في عنفوانه واحلامه ما زالت غضة طرية ولكن نرجو من الله تعالى ان يتقبله شهيداً في عليين فلا شك هي كانت حلمه الاعظم وهدفه الاسمى .
وفاؤه الاسري :
كان شديد الاهتمام باسرته وبراً بوالدته التي كانت له الاب والام بعد ان توفي والده وهو صغير ، ويذكر انه والدته توفيت قبل اكماله الماجستير ، ولكن ما ان جاء يوم مناقشة اطروحة الماجستير التي نال عليها درجة الامتياز وانته المناقشة وودع المحتفين به من اخوته واحبابه ، لم يذهب للبيت بل ذهب مباشرة الى المقبرة ليقف عند قبر والديه تعبيراً عن الوفاء لهما ، وكان حريصاً على قضاء احتياجات اخوته واخواته وابنائهم ، فلم يعانِ احدهم من مرض الا ورأيته مبادراً للمعونة وتكفل الامر من طبيب وعلاج وعناية .
قصة استشهاده :
يوم الاحد 30/5/2004 م تعرض الى هجوم مسلح من بعض المتطرفين عندما كان عائداً الى مدينته ( المحمودية ) مع صلاة العشاء ، وفي مفرق الطريق العام عند مدخل المدينة حصل الحادث الاليم ، اذ قام القتلة بسرقة سيارته ، ولكن ارادة الله غالبة فمكن اهل المسجد من الامساك بهم بعد مسافة قريبة من موقع الجريمة .
تغمد الله شهيدنا بواسع رحمته ، واسكنه فسيح جناته