المولد والنشأة :
ولد عام 1973 م في منطقة التكارتة من جانب الكرخ ببغداد، وسط اسرة فاضلة يقوم على رعايتها اب حنون لم يطل به المقام طويلاً مع فلذة كبده الوحيد حتى فارقه ورحل عن الدنيا وهو لا يزال طالباً في المرحلة المتوسطة، تلقته حينئذ يد والدته بالرعاية والاهتمام والتنشئة الصالحة، فهي مربية من طراز فريد فضلاً عن كونها معلمة لها اثرها الطيب في مدارس الرصافة.
اكمل الابتدائية والثانوية والاعدادية في مدارس الصليخ، ودخل بعدها المعهد التكنلوجي، وبعد تخرجه منه التحق بكلية الرافدين وتخرج منها متخصاً في هندسة برامجيات الحاسوب.
ومع اطلالة العام 1992 م ارتسمت خطواته الاولى لمسجد نجيب في منطقة سكناه، اذ بدت عليه علامات الالتزام بحضور صلاة الجماعة والمشاركة في الانشطة خلال شهر رمضان والمناسبات الاسلامية كالمولد النبوي والهجرة وغيرها.
سماته الشخصية :
ذو وجه بشوش، متواضع ، حاضر النكتة والابتسامة، اذا رأى مهموماً او حزيناً لا زال يواسيه حتى يخفف عنه ذلك المصاب، كثير القراءة في مجال تخصصه، ويتابع الاصدارات المرئية والمسموعة للدعاة، مع مواكبة الاناشيد الاسلامية.
طريق الدعوة :
انتم الاخ عمر رحمه الله لصفوف الحركة الاسلامية في منتصف التسعينات على يد الاخ الشهيد باسم سويدان، ومنها كانت الانطلاقة لنشاط واسع في خدمة الدين ونشر الدعوة من خلال عدة فعاليات دعوية منها مشاركته في دورات تحفيظ القران الكريم، حيث اشترك في دورات التحفيظ والتفسير مع غيره من شباب المسجد، ثم اصبح مدرساً للدورات القرانية ويشهد له الجميع بذكاء حاد فاق اقرانه بسنين كثيرة.
كما سخّر منزله الواسع كموطن للقاءات الدعوية بين الشباب، فكانوا يسمونه ( دار الارقم ) تيمناً بالصحابي الجليل الارقم بن ابي الارقم رضي الله عنه الذي كان بيته مهداً لدعوة الاسلام، فكانت الدورات التربوية والتحضير للمسابقات وغيرها يتم في بيته.
لم يتوقف النشاط الدعوي للشهيد عند النفس والمنزل بل تعداه الى تلك السيارة التي وظفها في العمل لدين الله وخدمة الاسلام، فكان من خلالها يقوم بجلب الاعانات الاغاثية من جمعية الشبان المسلمين في سنين الحصار وتوزيع تلك الحصص على الفقراء والمحتاجين ، وفي ايام العيد ياخذ اللحوم من الاضاحي ويجول بسيارته مع بعض الشباب للتوزيع على الناس طلباً للاجر والمثوبة من الله عز وجل.
المسلم .. الحاسوبي :
تخصص الشهيد رحمه الله في هندسة البرامجيات وقد ابدع في هذا المجال، حيث سخر هذه المهارة للدعوة، فنظم الكثير من الدورات لكيفية استخدام برامج الحاسوب الالي، ولمّا عمل بسوق السنك مع رفاقه الشهداء باذن الله، عمل للشركة التي يعمل فيها برنامجاً على الحاسبة متخصصاً في الاحصاء والجرد، ومن خلاله تنظم شؤون العمل بمعرفة المواد المصروفة والمواد الموجودة في المخازن وهكذا كأرشيف متكامل لكل عناصر العمل.
ولم يقتصر دوره على شباب مسجده ومنطقة سكناه ومكان العمل، بل كان الشباب يتوافدون اليه من مناطق الشعب وحي سومر لما يعلمون عنه من الامانة والتفاني في مساعدة الناس، فتراه يبادر بالذهاب معهم ويقوم بتجهيز الحاسبة وتصليحها اذا تعطل احد اجزائها، كل ذلك مجاناً لوجه الله، والابتسامة تملأ محياه.
قصة استشهاده :
رحل شهيدنا عمر رحمه الله عن هذه الدنيا مع اصحابه الشباب ( باسم سويدان وعاصم شكر ) والاخرين فيمن عرفوا بعد ذلك باسم ( تجار السنك )، الذين تعرضوا للاختطاف على يد قوات ترتدي الزي الحكومي وهم في طريق عودتهم من سوق السنك الى منازلهم على الخط السريع وذلك يوم 15/4/2006 م ، حيث قام المجرمون بتعذيبهم وقتلهم ورميهم في منطقة الرستمية، وقد خرج اهالي الصليخ في جنازتهم ووري جثمانهم بمقبرة الشهداء بمدينة الاعظمية.
تغمد الله شهداءنا بواسع رحمته، واسكنهم فسيح جناته، واخلفنا من بعدهم بمن يحملون الراية، ويقفون على ثغور العقيدة … آمين .