المولد والنشأة:
ولد سنة 1970 م في قرية الزغاريت احدى قرى مدينة الفلوجة، وسط اسرة مسلمة دفعته الى المسجد ومواطن الخير منذ نعومة اظفاره، وزرعت فيه الثقة وشجاعة الرجال.
فقد حنان الام وهو في الثانية من عمره، فابدله الله تعالى بخالته خيراً اذ حرصت الاخيرة على تنشئته التنشئة الصالحة، وبادلها تلك الرعاية والاهتمام بالبر والخدمة والدعاء وابتسامة لم تفارقه حتى نيل الشهادة.
درس الابتدائية في مدرسة الصفاء المختلطة في قريته، ودخل اعدادية الصناعة ثم انقطع عن الدراسة فترة من الزمن ثم عاد ليستأنف بدخوله كلية الشريعة عام 2002 م وتخرج مع نهاية عام 2006 م .
في مدرسة الدعوة:
وجد الشيخ عمر ضالته في الحركة الاسلامية من حيث تنظيم العمل الديني والاهتمام بمصالح المسلمين وتغليب الدين واخوة الاسلام على العصبية والقبلية والتفاخر بالانساب فعمل في صفوفها منذ العام 1994 م ، وكان يشكل المحور الاساسي لدورات القران في مساجد الصقلاوية وكذا رعايته لدورات العلم الشرعي، وكان يجمع بعض الشباب الملتزم في احدى البيوت ويقوم باعطائهم الدروس الشرعية والفكرية مما سبب له كثراً من المضايقات وكتبت ضده الكثير من التقارير الامنية لكنه واجهها بنفس مؤمنة وثبات عميق.
على خطى السلف:
بعد اكماله اعدادية الصناعة تسرب في نفسه الفتور في قضية اكمال الدراسة، ولكنه لما بدأ يقرأ كتب العلم الشرعي احبها وتعلق بها كثيراً ويسهر الى الفجر مطالعاً تراث الاوائل، فتتلمذ على يد مفتى الانبار الشيخ الشهيد حمزة العيساوي في فقه الامام الشافعي ودرس عند الشيخ مكي الكبيسي وكذلك لدى العلماء الاخرين، وكثيراً ما يمشي على قدميه لعدم امتلاكه ثمن اجرة السيارة في الذهاب والاياب وبقي على هذا الحال لفترة طويلة حتى اصبح المشي على الاقدام شيئاً ملازماً له لما يتملكه من نفس تترفع عن الطلب من الاخرين وهمة عالية في تحدي الصعاب.
رجل المسجد:
يتحدث احد رفاق الشيخ عمر في رحلة طلب العلم قائلاً : ( لما افتتح جامع صهيب الرومي عام 1995 م كانت الاجهزة الالكترونية ذات التقنية العالية غير متوفرة بشكل كبير انذاك ولم تكن لدينا الا ساعة واحدة نقوم بتوقيتها لصلاة الفجر وكان الذي يقوم بهذا الدور هو الشيخ عمر حسان، فحين تدق الساعة يأتيني بها كل يوم ويذهب هو الى جامع الروضة المحمدية سيراً على الاقدام لاداء صلاة الفجر وبُعد المسافة يقدر بثلاثة كيلومترات ولم يترك هذا الامر في صيف او شتاء او استقرار او اضطراب حتى جاءته ساعة الشهادة رحمه الله تعالى.
وبعد عام واحد انتقل الى جامع الارقم وهناك بدأ دروسه في علوم العربية والفقه الى جانب الدورة الدائمة لحفظ القران الكريم، ثم انتقل بعد ذلك الى جامع الروضة المحمدية الذي اصبح اماما وخطيباً له بعد احداث الاحتلال.
الحياة في سبيل الله:
سعى الشيخ عمر في خدمة اهله ومحبيه وجميع المسلمين ممن هم في دائرة وجوده، يتعامل مع الجميع بتضحية وتقديم افضل الخدمات كل ذلك بابتسامة تعلو محياه.
ولما حدثت معركة الفلوجة الاولى واصبح اهالي المدينة يبحثون عن مخرج من جحيم الاحتلال كان هو قد فتح بيته على مصراعيه للقادمين من المدينة وشكل مع الشباب في قريته فريق انقاذ اغاثي لكل احتياجات من كانوا في الداخل يدافعون عن الدين والكرامة ضد قوات الاحتلال البغيض.
قصة استشهاده:
اثناء تصدي الشيخ عمر للمفسدين في الارض، والوقوف بحزم تجاه افعالهم المنكرة، جاءته تهديدات متكررة بالقتل ونصحه ابوه بالخروج لكنه أصرّ على البقاء، وفي اليوم السادس من اب عام 2007 م اذ هاجمته قوة مسلحة تضم حوالي اربعين شخصاً وكان هو جالس في حديقة المنزل يقرأ ( في ظلال القران ) الكتاب الذي احبه وقل ما يفارقه، واثناء الاقتحام واطلاق النار توجه الى خارج البيت من الجهة الاخرى يريد الذهاب الى بيت احد اقاربه وفوجئ بهم من الجهة نفسها فاطلقوا عليه النار فاصيب في رجله ثم اجهزوا عليه بشكل تام.
فارق الحياة ملتحقاً بركب الابرار الذين سبقوه الى ملتقى الاحبة محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه.
رحمه الله رحمة واسعة ،، واسكنه فسيح جناته.