المولد والنشأة:
ولد عام 1971 م في قرية الخضر بناحية النمرود شمال مدينة الموصل، وسط اسرة محافظة على دينها وقيمها وسعت بشكل جاد لتربية ابنائها على منهج الاسلام والتضحية في سبيل اعلاء كلمة الله تعالى.
درس الابتدائية في مدرسة الخضر وانتقل الى متوسطة البسطالية المختلطة واكمل الاعدادية في مدرسة الكندي، ودخل المعهد التقني في قسم الحاسبات وتخرج في عام 1995 م.
نشأ على حب الاسلام وارتبط بالداعية الدكتور عبد الحافظ محمود الجريسي ( ابن خالته ) الذي غرس في قلبه الفهم الوسطي للاسلام، انطلق الى رحاب المسجد ليتلقى بعض العلوم على يد الشيخ محمد نذير جرجيس، والشيخ غانم قاسم فرج رحمه الله، فاخذ يعمل بالمسجد كإمام للجامع الكبير في ناحية النمرود، وكان يشرف على الدورات الدينية والرياضية التي تقام في فترة الصيف في المسجد او خارجه فكان حمامة المسجد بكل معنى الكلمة.
كان مجلس والده الحاج ذياب الذي يعقد يوميا في الصباح والمساء في مضيفه، مجلساً تعم فيه الفوائد على مدار السنة، يرتاده مختلف الشخصيات من ابناء منطقته من الاوساط الدينية والثقافية والعشائرية، وكانت الاحاديث التي تدور في المجلس من امور الدين والسياسة والامور العشائرية مما اكسبه معرفة احوال الناس وكيف يتعامل معهم، فكان من انبل ابناء القرية بل المنطقة، وذلك بحسن سمته وخلقه وتعامله، فكان كما قال عنه احد كبار السن من اهل القرية في مجلس عزائه: ( ان هذا الشاب لم نعرف له كبوة كبقية شباب القرية ).
سبيل الدعاة:
انتسب عمار الى الحركة الاسلامية عام 1993 م ووجد فيها صفاء العقيدة وسلامة الطريق ونبل الغاية.
نشط رحمه الله في دورات القران والحديث في عموم مساجد قريته وكان يدير العمل الدعوي بشكل متميز، اذ بعد عام من النشاط الدعوي المكثف تعرض الى اعتقال عام 1994 مع مجموعة من الاسلاميين في مدينة الموصل، واودع السجن ولاقى تعذيباً شيدياً خلف القضبان، حيث وجد الكثير من التقارير الامنية التي كتبها ضعاف النفوس ضده لا لشيء سوى التحرك في الدعوة الى منهج الله عز وجل.
المدرسة .. دعوة:
ساهم عمار رحمه الله في نشر دعوة الاسلام في الاوساط التربوية لا سيما في مدرسة الاماني التي عمل فيها لمدة طويلة، فكان يرعى التلاميذ في دروس القران وعمل المسابقات الاسلامية اضافة الى التواصل مع ذوي الطلبة بقصد التاثير الايجابي في نفوسهم، وكذلك تواصله المثمر مع زملائه في حقل التدريس ومع الادارة جميعاً، فكان يتحين المناسبات الاسلامية مثل شهر رمضان المبارك والمولد النبوي والهجرة وغيرها لتوظيفها بشكل مثمر في كسر الحواجز ودعوة الاخرين.
نشاط دؤوب:
سئل الامام احمد بن حنبل رحمه الله يوما متى تستريح يا امام ؟ قال : اذا وضعت رجلي في الجنة فقد استرحت. وهذا هو شأن المسلم في الحياة،تراه ساعياً في الخير حيثما وجد، والسعيد من وفقه الله لحسن الخاتمة، ومن اولئك الساعين ( عمار ) نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله احداً.
شكل موضوع الارامل والايتام نصيباً كبيراً في تحركاته، اذ كان يهتم بكل تفاصيل هذا الموضوع، ولطالما عمل مع جمعيات متعددة كل اشكال التنسيق حتى يغطي اكبر مساحة للمعوزين والمحتاجين، ولم يقتصر دوره في الاغاثة فحسب، بل كانت لديه افكار عن تنمية مهارات الشباب في الرياضة والادب والعلوم، واقام مسابقات ناجحة ومميزة سواء على المستوى المدرسي او تنافساً بين مساجد قرية النمرود.
الشخصية الاسلامية:
هادئ كثير الانصات، قليل الكلام، شارك اخوانه في دورة لاعداد الدعاة عند الاستاذ الراشد، فوجدوا فيه الاخ الكريم، والمستشار الامين، اسس مع زوجته البيت المسلم ورزقه الله بثلاث من الذكور وبنت واحدة كان يرتل على مسامعهم بصوت خاشع سورة العصر مبيناً لهم ان النجاة والفوز لا يكون الا بتحقيق هذه الرباعية: ( الايمان ، العمل الصالح ، التواصي بالحق ، التواصي بالصبر ).
قصة استشهاده:
يوم الثلاثاء 19/7/ 2005 م كان ذاهباً الى مركز المدينة للمجيء بكتب منهج الدورات القرانية لمساجد القرية، وعندج الجسر الرابع استأجر سيارة تكسي، وبينما هو في هذه الحالة اذ اطلقت قوات الاحتلال النار من مسافة قريبة وبشكل كثيف مما ادى الى اصابته بعدد من الرصاصات فارق الحياة على اثرها ملتحقاً بمن سبقوه في ركب الخالدين.
رحم الله شهيدنا بواسع رحمه واسكنه فسيح جناته.