المولد والنشأة:
ولد عام 1969 م في قضاء المقدادية بمحافظة ديالى، توفي والده وعمره تسع سنوات تاركاً له مسؤولية أسرة مكونة من أم وستة إخوة وأخوات، فتجلّت عنده منذ الصغر صفات القيادة والقدرة على تحمل الأعباء والمسؤوليات.
اشتغل في صغره عامل بناء ليُعيل أهله ونفسه لمواصلة دراسته، وفي عام 1982 م تحول سكناه من الريف الى المدينة، وفي العطلة الصيفية كان يمارس عمله في ( البسطية ) من أجل كسب الرزق الحلال.
المسيرة العلمية:
دخل الابتدائية عام 1975 م في مدرسة الوعي الجديد، واكمل المتوسطة عام 1981 م بمدرسة المنصور، وتخرج من الاعدادية الفرع العلمي عام 1989 م ليلتحق بعدها بمعهد اعداد المدربين في الزعفرانية قسم السيارات، وبعد اكمال المعهد عُيّن في التصنيع العسكري.
دخل كلية العلوم الاسلامية سنة 1996 م وتخرج منها عام 2000 م ونقل من التصنيع العسكري الى وزارة التربية ودرّس مادة السيارات في اعدادية الصناعة بالمقدادية.
السعادة في العبادة:
للصحبة اثر كبير في السلوك والمنهج بشكل عام، فان كان نبعها الالتزام بهدي الكتاب والسنة اثمرت النتائج الطيبة والذكر الحسن، وقد انعم الله على الشهيد رحمه الله بصحبة فتية اخذوه الى مسجد نازنده خاتون، ومن تلك البدايات انطلق كالجواد سعياً في رفع راية الاسلام في كل مناسبة وموقف.
مسيرة الدعوة:
انضم الى صفوف الحركة الاسلامية عام 1994 م، فكان كما وصفه احد مشايخه مثالاً للطاعة، زاهداً عفيفاً سباقاً الى المكرمات وبذل النفس والمال والوقت في سبيل الله، شُعلة من النشاط ونموذجاً نادراً في العطاء، دمِث الاخلاق وصاحب نخوة كريمة يؤثر العمل الدعوي على عمله ومصالحه.
وكان له محل لبيع الادوات الاحتياطية، فاصبح هذا بمثابة ملتقى لشباب المسجد، حيث يقوم بتدريس القران والعقيدة، وهو مجاز من الشيخ عبد الستار الزهيري، وبدأ بالقاء المحاضرات في المساجد في شهر رمضان المبارك، وحظي باحترام الجميع.
عُيّن اماما لجامع الامام البخاري في المقدادية وفيه وضع ابو عبد الله كل خزينه الدعوي، فاضحى مسجده منبراً للفكر الاسلامي ومنارة لدروس الفقه والاحكام والعقائد طيلة ايام الاسبوع.
الرجل الشجاع:
وفي التاسع من نيسان يوم الاحتلال كانت للشيخ مواقف لا تنسى، حيث اشرف على حماية مشروع ماء المقدادية الكبير بعد ان تقدم تلامذته وصفوف المدافعين عنه وكذلك الاشراف على حماية مستشفى المقدادية الكبير والعمل على توفير الاحتياجات بما توفر انذاك.
وفي 24/4/2005 م انتخب لمنصب قائم مقام قضاء المقدادية فازداد العبء، لكن مع زيادة الاصرار على مواصلة الدرب حتى النصر او الشهادة، كان يرفض اي عمل عسكري في المقدادية بحجة ملاحقة الارهابيين مهما كلفه ذلك من مشادات مع بعض المسؤولين في المحافظة والتي كان اخرها قبل ايام من استشهاده.
جهود مباركة:
كان رحمه الله يقيم في الشهر اكثر من مؤتمر يجمع فيه العشائر والمؤسسات الاسلامية ووجهاء القضاء لتقريب وجهات النظر والتعاون بين الجميع، ولتعزيز التعاون الجماعي خدمة للصالح العام، والذي يرتقي باهالي القضاء في شتى مجالات الحياة.
وفي يوم استشهاده رحمه الله جاء الى منزله احد شيوخ بني تميم ووضع التراب على رأسه امام بيت الشيخ وهو جالس على الارض، وقال حينها ( لقد انهار القضاء والسوق سيسقط بعد قليل ).
قصة استشهاده:
بينما كان رحمه الله جالياً في مكتبه يمارس مهما اعماله اليومية، انفجرت عبوة ناسفة كانت مزروعة في الشباك الذي خلفه مما اودى بحياته على الفور، وذلك بتاريخ 1/6/2006 م ، وشهد جنازته الكثير من المشيعين الذين ساروا خلف سيارة الجنازة، مودعين الشيخ بالدموع والدعاء، وفوجئ الجموع بموقف الام المؤمنية الصابرة المحتسبة التي كانت تزغرد وتكبر وتنثر الحلوى فوق الرؤوس، وفي المقبرة جاء بعض الاخوة الى امه ليعزوها في ولدها، قالت: ان الخنساء اعطت اربعة شهداء، وانا لم اعط الا واحداً، والحمد لله على قضائه وقدره.
رحمك الله رحمة واسعة، وابدلك الله خير مستقر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.