في الوقت الذي كان فيه لبنان الشقيق يتطلع الى بارقة أمل وبرنامج عمل لإنقاذه من معاناته التي عظمت ومآسيه التي تفاقمت ، تأتي تفجيرات مرفأ بيروت المروعة أمس لتلقي ظلالاً كارثية على المشهد وتزيده ارتباكاً ، وليقضي على كثير مما تبقى من فرص الإنقاذ والإصلاح المنشود .. فقد كان الحدث جللاً والمصاب فادحاً ، راحت ضحيته أرواح بريئة وسالت بسببه دماء غزيرة وتناثرت أشلاء كثيرة في مشهد من العنف قلّ نظيره ، يحمل في طياته مخططات تدميرية رهيبة .
ونـحن في حركة العدل والإحسان في العراق ، إذ نستنكر بشدة كل أعمال العنف والممارسات العدوانية حيثما كانت وأنى كان مصدرها ، نعلن وقوفنا الى جانب أشقائنا الشعب اللبناني الجريح في محنته ونكبته ، وندعو الى التضامن معه والتعاون لتجاوز آثار الحادثة الأليمة .
وإننا لندرك أن من أهم أسباب هذا التدهور المتعاظم هو الفساد المستشري بكل أشكاله وتسلط المفسدين على مقدرات الشعب والمغامرة بحاضره ومستقبله ، والتمترس خلف الطائفية البغيضة والانفلات الأمني الذي يكرسه حيازة السلاح خارج الدولة والقانون ، وهو مما اكتوينا بناره وبتداعياته المدمرة في بلادنا ردحا من الزمن ، وهذا ما يدعونا للتحذير من تكرار التجربة ، والمطالبة بمحاربة منظومة الفساد وتطهير البلاد والمجتمع من المفسدين .
وانطلاقاً من إيماننا الراسخ بمبدأ السلام ونبذ العنف وإدانة العدوان ، نهيب بكل القوى الوطنية الفاعلة في لبنان أن تعيد حساباتها الاستراتيجية بالتوافق على مبدأ الاستقلالية وتعزيز السيادة الوطنية والوحدة المجتمعية ..
اللهم ارحم ضحايا الفاجعة الأليمة وامنن عليهم بعنايتك ورعايتك ، يا منان ..
اللهم احفظ لبنان وأهل لبنان ومستقبل لبنان ، وجميع بلاد المسلمين ، واجعلها بلاداً آمنة مطمئنة يسودها الأمان والسلام .. إنك أنت السلام ومنك السلام وإليك السلام .
حركة العدل والإحسان في العراق
15 / ذو الحجة / 1441 هـ
5 / آب / 2020 م