الإخوة والأخوات حفظكم الله ورعاكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نبارك لكم وللأمة الإسلامية جمعاء حلول شهر رمضان الكريم، ضيفاً عزيزاً يحمل معه البشارات والرحمات، رغم ما تمر به الأمة والعالم من ظروف الحجر الصحي وتداعيات الوباء الأليمة .. ” فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) ” .
وبهذه المناسبة المباركة، يطيب لنا أن نذكّركم وانفسنا بكلمات..
يمكن أن يكون رمضان هذا العام – رغم الصعوبات – أفضل رمضان يمر علينا، وقد منّ الله علينا بمتسع من الأوقات، إن نحن أحسنّا اغتنامها بالطاعات والقربات، والخلوات والمناجاة.. فهذا دأب الصالحين والصالحات.
قد لا نستطيع أن نعمر بيوت الله بالصلوات والجماعات، وعزاؤنا أننا لا نحرم أجرها فإنه ثابت لقلوب معلقة بالمساجد، تهفو لذكر الله مع الإخوة والأحباب.. وإنها فرصة سانحة لإعمار بيوتنا باجتماع الأهل على الطاعة وأداء العبادات، إيماناً واحتساباً، فنفوز بأجر الجماعات، وتحيا العوائل بأجواء ايمانية فيها العِوض عمّا فات .
وقد تفوتنا حلقات الذكر وجلسات مدارسة القرآن، ولكننا موقنون أن رحمة الله تتنزل على مجالس الذكر التي تجتمع فيها القلوب – وإن تباعدت – ، قلوب رباطها الايمان العميق وآصرتها الحب الوثيق، فهي قنوات تواصلنا في خلواتنا، ويتجدد شعورنا بها ونحن نتلو ” إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) ” .. وذلك فضل الله علينا أن هدانا للإيمان وسلك بنا صراطه المستقيم في هذه الجماعة المباركة، ودعوة الناس أجمعين ابتغاء مرضاته ودخول جناته .
اللهم إنا نسألك أن تبلغنا رمضان ونحن على طاعتك وحسن عبادتك عازمون، وأن نُكمل عدته ونحن على العهد باقون، ونكون كما أمرتنا ” وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) ” .
إخوتي .. أخواتي .. لا تنسوا بعضكم بعضاً من صالح دعائكم في الخلوات .. فإن في رمضان نفحات عبيرها الدعوات .. وتحروا ساعة الإجابة واستحضروا معية الله لكم ” وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (35)” .
حركة العدل والإحسان في العراق
1 / رمضان /1441 هـ
24 / نيسان / 2020 م