( صورة قاتمة .. ليس لها من دون الله كاشفة )
مرة أخرى تتدفق الجماهير الأبية، وفي مقدمتها شباب العراق، الى ساحات التظاهر لتعبر بصوت عال عن مطالبها العادلة في تأمين حقوقها التي تكفل لها حياة كريمة ومستقبلا واعدا، يليق بشعب عريق له تاريخ مجيد، وبدل أن تستجيب الحكومة لهذه المطالب المشروعة وتضع حدا لمعاناة الملايين من أبناء الشعب، عادت بالأمس الى استخدام ذات الوسائل القمعية والقوة المفرطة لإسكات صوت الحق، وليسقط العشرات من الضحايا، ويتكرر المشهد الدموي القاتم وتزداد القضية تعقيدا، وبذلك يفسح المجال للمندسين والخارجين عن القانون لحرف التظاهرات عن مسارها السلمي، في خطوة خطيرة لإدخال البلاد في أتون حرب أهلية – لا سمح الله – .
إننا في حركة العدل والإحسان ندعو مجددا الى تغليب لغة العقل والحكمة في التعامل مع الأحدات وتجاوز الأزمة، مؤكدين على :
1- أن تعمل الحكومة من فورها وبجدية تامة على تنفيذ وعودها التي قطعتها على نفسها في الإصلاح الشامل، ومحاسبة الفاسدين، وتأمين وسائل العيش الكريم للعاطلين، وإطلاق سراح المعتقلين، وكشف مصير المغيبين قسرا، وإعادة النازحين وإعمار مدنهم، وحصر السلاح بيد الدولة، وفرض الأمن وسيادة القانون على الجميع .
2- مناشدة المتظاهرين بالتمسك بحقهم الدستوري في التعبير عن مطالبهم، مع الالتزام بالسلمية شعارا وممارسة، والتي تحفظ للشعب أمنه وسلامته، وتعكس للعالم عمقه الحضاري المشرق، وتفوت الفرصة على المتربصين في سعيهم لإفشال هذه الفعاليات الجماهيرية المعبرة عن حيوية الشعب وتطلعاته الى الحرية والإزدهار .
3- تذكير جميع الأطراف، بأن التعويل على القوى الخارجية– أيا كانت – في الحل أو المساعدة عليه، إنما هو انتحار سياسي واندحار سيادي، يخلط الأوراق، ويوفر البيئة لتنفيذ أجندات التخريب ومخططات التدمير للبلد ومؤسساته وبنيته التحتية.
4- واجب القوى الأمنية بالتزام الحياد التام في سير المظاهرات، والمحافظة على أمنها وسلامة المتظاهرين، والكف عن استخدام القوة ضدهم، بل واعتبار ذلك جريمة يحاسب القانون مرتكبيها، وعلى السلطة القضائية أن تأخذ دورها في إنفاذ القوانين حماية لهيبة الدولة وتحقيقا للعدالة المنشودة.
اللهم إنا نستودعك وطننا العراق وأهله رجاله ونساءه وشبابه .. أمنه وأمانه .. ووحدته وسلامته .. يا من لا تضيع عنده الودائع.
” رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ “
حركة العدل والإحسان في العراق
30 / تشرين الأول / 2019 م