المولد والنشأة:
ولد عام 1940 م في منطقة الوشاش من جانب الكرخ في العاصمة بغداد، وسط مناخ اسلامي احاطه من البداية، حيث وجد طريقه الى المسجد محافظاً على الصلوات ويقرأ القران مع أترابه بخشوع وتدبّر.
اكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والاعدادية في مسقط رأسه، وتخرّج حاملاً شهادة البكالوريوس من كلية الدراسات الاسلامية ببغداد.
عَمِل بعد ذلك في اعمال متعددة كان اخرها مديراً في الشركة العامة للمقاولات الانشائية لمدة 15 سنة وتقاعد سنة 1988 م من الوظفية وتفرغ للعمل في جامع الاخوة الصالحين لغاية 2003 م.
أنعم الله عليه بتأسيس البيت المسلم، ورزق ببنتين اخلص في تربيتهما على النهج القويم على اسس الدعوة الى الله، وقد حصلن بفضل الله على مراتب علمية في تخصص الهندسة.
طريق الدعوة:
نشأ الحاج عايد في بيت من بيوت الحركة الاسلامية بجانب الكرخ، وكانت قد جنّدت نفسها لخدمة الدعوة ونشر الفضائل بين عموم طبقات المجتمع. يتحدث الحاج ابو احمد عن الدور الدعوي للشهيد عايد رحمه الله بقوله: ( سخر نفسه وعائلته لخدمة الدعوة والسعي في حوائج الناس، وقليل من العوائل بهذا الشكل، وهو من نذر نفسه لخدمة بيوت الله من خلال تواجده الدائم بمسجد الاخوة الصالحين بمنطقة العامرية، فكان رحمه الله على استعداد كامل لان يخرج في اي وقت ليوم او اكثر، ولم يزد في غيابه عن الاتصال باهله ليطمئنهم انه بخير).
مواقف دعوية:
ساهم الحاج عايد بكل ما يملك في خدمة دين الله سبحانه، ومنها بيته الذي ضم لقاءات دعوية كثيرة. امتلك رحمه الله همةً عالية في العمل لدين الله عز وجل، فكان يصلي الفجر في مسجد الاخوة الصالحين صم يخرج مع احد الدعاة بجولة تفقدية لشؤون الدعوة، وكل ذلك بسيارته الشخصية.
دوره في المجلس البلدي:
برزت شخصيته كنموذج للعطاء وخدمة للناس عند رئاسته للمجلس البلدي الذي أُختير له بالاجماع من قبل ابناء منطقة العامرية، حيث قام بذلك التكليف بهمّة عالية وطاقة لا تتوفر في رجل تجاوز الستين من عمره، ويؤكد زملاؤه في العمل ان الحاج رحمه الله كان له الدور الاكبر في الاعمال البلدية للمنطقة فقد اشرف بنفسه على ترميم الشوارع واعادة الحياة الى الكثير من طرق وازقة المنطقة، كما عمل على تجهيز المدارس بالاثاث والمستلزمات بعد حملة السلب والنهب التي حصلت اثر الاحتلال لبلدنا الحبيب.
القافلة الذهبية:
خدمة حجاج بيت الله الحرام احدى الصفات التي عرف بها الشهيد الحاج عايد، وكان ممن رافقه بهذه الرحلة الدكتور عمار وجيه حيث يقول عنه بهذه المناسبة: ( كان من توفيق الله لنا ان كتب لنا الحج مع هذا الرجل الذي حرص علينا أيّما حرص، فمنذ اول الرحلة التي بدأت بالمبيت في المطار كان الحاج عايد يتفقدنا واحداً تلو الاخر ويجلب لنا الطعام بنفسه ويتفقد احتياجاتنا).
وبالرغم من انشغاله بتأمين الطعام والمبيت ووسائل المواصلات والامور الادارية للحجاج، الا انه لم يتخلف ابداً عن صلاة الجماعة سواء في مكة او المدينة وهي الصفة التي كان يقصر فيها الكثير من المتعهدين.
قالوا عنه:
يتحدث عنه الشهيد عبد الجليل الفهداوي رحمه الله قائلاً: ( ان أبا آلاء قد امضى اكثر من 60 عاماً في قافلة الايمان، فتراه مرة يعمل في جيل الدعوة المعاصرة، ترى هذا الرجل الشهم يشارك الناس في اصلاح ذات البيت ويسعى للدفاع عن الشباب كانهم ابناؤه).
قصة استشهاده:
يوم الاثنين الموافق 11/9/2009 م كان الحاج عايد صائماً ذلك اليوم، وقد خرج لتوّه من صلاة العصر في المسجد قاصداً صيدلية قريبة لشراء بعض الادوية، وما هي الا خطوات ويُفاجأ بدفعة قوية من الخلف اوقعته على الارض، عندها قام القاتل باطلاق النار عليه في اماكن متفرقة من جسده على اثرها فارق الحياة ملتحقاً برب رحيم بعد رحلة طويلة من البذل والعطاء.
تغمد الله شهيدنا بواسع رحمته، واكرم نزله، وألحقه بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفقياً.