المولد والنشأة:
ولد عام 1970 م بمدينة الاعظمية وسط بغداد، وسط اسرة ملتزمة على منهج الحركة الاسلامية، وفتح عينيه على هذه الدنيا يتيماً، حيث اعدم والده الذي كان ضابطاً في الجيش العراقي.
اكمل الابتدائية والمتوسطة والاعدادية في مسقط رأسه، والتحق بكلية الادارة والاقتصاد بجامعة بغداد، حيث تخرج منها في منتصف التسعينات من القرن الماضي.
نشأ عاصم رحمه الله على حب الاسلام وارتياد المساجد مع شغف عميق لمطالعة الكتب، لا سيما التاريخية منها فكان مكثراً لقراءة كتب التاريخ القديم والحديث والمعاصر وفي مقدمتها البداية والنهاية لابن كثير، وكذلك تاريخ الدول والحرب العالميتين ومذكرات الزعماء والسياسيين.
قصد مسجد نجيب منذ افتتاحه عام 1993 م وربطته اطيب العلاقات الاخوية بكل مصلي المسجد من الصغار والكبار، وحرص على الاشتراك بدورات تحفيظ القران الكريم للكبار وكانت لحفظ وتفسير سورة مريم والكهف والاسراء.
صفاته:
كان رحمه الله في غاية النُبل، وصاحب ذوق رفيع وسمو خلق، يحبه كل من يعرفه، من النوع الذي يألف ويؤلف، خدوم جداً، ما ان يجد محتاجاً الى شئ حتى يبادر الى تقديم المساعدة، كما تميز بالحلم ونادراً ما يغضب وعندما يتعرض الى الاساءة من احد يتحمل ويصبر ويلتمس الاعذار للاخوة.
خدمة المسجد:
قام عاصم رحمه الله بدور مبارك برعاية بيت من بيوت الله الا وهو مسجد نجيب، فهو المسؤول عن صيانة المواد الكهربائية وانابيب الماء، كذلك فرش المسجد يوم الجمعة والحراسة الليلية حين تشكلت فرق حماية المساجد بشكل طوعي في المناطق بعد الاحتلال.
وبالرغم من كونه قد عمل اعمال شاقة ومتنوعة من اجل الكسب الحلال، الا ان ذلك لم يمنعه من متابعة احتياجات المسجد طمعاً ان يحوز شرف من وصفهم الله بالايمان.
قصة استشهاده:
اثناء عودته مع رفاقه بالعمل من سوق السنك وعددهم 14 تقلهم سيارة نقل واحدة يوم 15/4/2006م، اعترضتهم سيارات تابعة للقوات الحكومية وهم على الطريق السريع ( محمد القاسم)، فقامت باخذهم الى منطقة كسرة وعطش وهناك قتلتهم مع التعذيب وتقييد الايدي ورميهم في منطقة الرستمية، وكانت هذه الزمرة الطائفية تفاوض من اجل اطلاق سراحهم بالمال، لكنه الكذب والايغال في دماء المسلمين، فقد قتلتهم منذ اليوم الاول للاختطاف.
رحم الله شهيدنا عاصم واخوته، ونسأل الله سبحانه ان يجمعهم في فردوسه الاعلى كما جمع بينهم في الدنيا انه سميع مجيب.