بقلم الدكتور منير السامرائي
مع إطلالة العام الدراسي الجديد ، وقد فتحت المدارس ومعاهد العلم أبوابها لأفواج الطلبة الغفيرة ، تبدأ مرحلة جديد ة في مسيرة التربية والتعليم ، يقودها مربو الأجيال من كل الفئات ،الذين تنعقد عليهم آمال الأمة في الارتقاء بالمستوى العلمي سعيا لتخريج جيل متعلم قادر على بناء مستقبل زاهر ، وتحقيق الانجازات والمفاخر .
وبهذه المناسبة – أخي المعلم وأختي المعلمة – نود أن نذكر ، والذكرى تنفع المؤمنين ، أن لكم دورا كبيرا في البناء والإصلاح فلا تتخلوا عنه ، وأن عليكم واجبا عظيما في تربية الأجيال على الاستقامة والإيجابية في الحياة ، فلا تتهاونوا فيه ..
إن الطلبة أمانة في أعناقكم وبين أيديكم فاحفظوها وأولوها رعايتكم الأبوية ، بما استُحفِظتُم من العلم والأدب والتوجيه ، وهي مسؤولية – لا شك – جليلة ، ثوابها عند الله تعالى كبير ، وقبولها عند الناس رهين بالأداء الأمثل والإخلاص في العمل وصولا الى النتائج الباهرة ..
إن الأمة تمر بمراحل صعبة وتواجه تحديات خطيرة ، تهدد مستقبلها في دينها وأخلاقها وتماسك مجتمعاتها ، وفي ثقافتها ومعارفها وتقاليدها ، ما يستدعي تظافر جهود كل المخلصين ، لتجاوز هذه المحن ، ثم الانطلاق نحو نهضة شاملة ، تعيد للأمة مجدها الغابر .. وإن للهيئات التعليمية التي تمثلونها القِدح المُعلّى في ذلك ، بما هم مستأمنون عليه من ثروة البلاد الكبرى المتمثلة بالموارد البشرية ، وفي مركز ثقلها الطلبة والشباب ، وهم يتلقون على أيديكم العلم والمعرفة ، وتنتصبون أمامهم قدوات في الأخلاق والسلوك ..فأَرُوهم من أنفسكم خيرا .. فإن ما تقومون به باب من أبواب الجهاد في ثغر من ثغور المجتمع .. يجزي الله عليه من فضله العميم ، وكفى به سعيا مشكورا ..
الأخوة الأفاضل .. الأخوات الفضليات ..
نحييكم باسم أولياء أمور الطلبة ،وندعوكم أن تساهموا في إحداث تغيير حقيقي في بيئة الدراسة ، وذلك من خلال :
- إحياء ( الرسالة الأخلاقية ) للمدرسة : وذلك بالدعوة الى الفضيلة ، وإشاعة الأخلاق الحسنة ، والتركيز على التحلي بها والتعامل على وفقها .. ( بر الوالدين ، توقير الكبير والعطف على الصغير ، التعاون على البر والتقوى .. )
- العمل على إعلاء القيم : من خلال تجسيدها في الواقع وتجديد مناشطها التي تعزز القناعة بها والتمسك بها ، ومنها قيمة العمل الصالح وما يتطلبها من تقدير العمل باعتباره السبيل الشرعي للكسب الحلال وعمارة الأرض ، والتي تحث على المثابرة والجدية والأمانة ، ومحاربة الفساد ومظاهره .
- التربية على الاعتزاز بالهوية والافتخار بالانتماء : من أجل استعادة الذات العربية – الاسلامية باستعادة تقاليدها الراسخة ، و التأكيد على معاني الرجولة والشرف والكرامة ، والمروءة والتسامح ….
- احترام الوقت وحسن استثماره : فهو المحور في صناعة المستقبل ، والتأكيد على رسالة الانسان في حياته ومسؤوليته المباشرة في تحقيقها ودوره في حركة التاريخ .
- إعادة بناء الواقع منطبقا على الاعتقاد ، وبيان أن الشعائر التعبدية لها بعد اجتماعي ومقاصد أخلاقية ، يجب ان تتحقق ، والتعامل معها بوصفها منظومة متكاملة في التربية وبناء الشخصية المتوازنة .
- التنمية العلمية الايمانية : وذلك من خلال طرح البعد العلمي من منظور ايماني مرتبط بالتوحيد وأركان الإيمان الأخرى ، من أجل تجاوز حالة التخلف العلمي والتراجع الحضاري الذي أصاب الأمة بعد تخليها عن هذه المعاني ..
- تهيئة المناخ المدرسي لتفعيل مبدأ ( قل هل يستوي الذي يعلمون والذين لا يعلمون ) لتحفيز الطالب للبحث على الحقيقة في كل ميدان ، وتعزيز منهجية التفكير الراشد برفض ما يتنافى مع العقل ، والتوصل الى الحق بالدليل والبرهان ، وغيرها من الوسائل والأساليب المحفزة على التفكير .
تحية لكم في مسعاكم ، شموعا تنير الطريق للأجيال ..