المولد والنشأة:
ولد عام 1977 م في كربلاء، ثم نشأ في حي القادسية – وهو احد الاحياء الفقيرة بمدينة المحمودية، ومع ذلك تميز في دراسته ودخل الهندسة، فهو يمتز بالذكاء الحاد والمثابرة والجد، وخلال دراسته الاعدادية تمنى ان يلتحق بكلية القوة الجوية لان حلمه (الطيران) لكن منع النظام السابق لاعتبارات مذهبية حالت دون ذلك.
دخل كلية الهندسة – الجامعة المستنصرية، وعمل في التصنيع العسكري، وبدأ التعرف على بعض الدعاة، واصبح طريق المسجد هو طريقه اليومي متنقلاً بين جامع المحمودية الكبير وجامع الحي (جامع النور المحمدي) والذي كان من ابرز رواده، وحرص على حضور الصلوات فيه ويتقدم في كثير من الاوقات للامامة في الصلاة.
طريق الدعوة:
تردد على المساجد اثناء الثانوية، ولكن ارتباطه بالحركة الاسلامية توثقت مطلع عام 1997 م، ومنها نشاطه المسجدي في تزايد واصبح مسؤول عن الدورات القرانية للصغار والكبار في المسجد.
كان ضياء شاب عصامي شق طريقه على هدى ونور، وكان حريصاُ على دعوته واخوانه، لم يفكر ان ينفرد برأي دون مشورة اخوته، شخصيته مرحة متفائلة عاملة.
ومما أثر عنه رحمه الله انه خصص نسبة 10% من ماله الخاص للعمل الخيري، وكان يسعى بكل الطرق المشروعة لاستحصال المال للاعمال الدعوية، وكان حريصاً جداً على مال الدعوة، وقد يغضب منه بعض اخوانه لشدة حرصه، لكن الامانة كانت له احب اليه من الجميع.
العمل الاعلامي:
عمل ضياء رحمه الله في السنوات الاخيرة التي سبقت الاحتلال ضمن مجموعة اعلامية يقوم هو بجمع الصحف الاسبوعية التي كانت تصدر فيجمعها في كارتون ويضعها في ملصقات مع خط جميل ويوزعها على المساجد، ومع اقتراب موعد سقوط النظام زار مجموعة من الاخوة في بغداد وهم من كانوا رفقاء الدعوة فيما بعد، وفي يوم 13/4/2004 م اسس معهم مجلة النور، التي كان يكتب افتتاحيتها بالعنوان المشهور ( كلمة من القلب).
عمل بجد ومثابرة لجلب الكتاب الاسلامي واستيراده او طباعته وتوزيعه، وكان له مئات النشاطات في هذا الاتجاه، وكان بالفعل مؤسس دار الرائد للطباعة والنشر والتوزيع.
في ضيافة الرحمن:
استطاع بفضل الله ان ينال شرف حج بيت الله الحرام عام 2010 م ، من ماله الخاص وذلك بعد عدة سنوات من الانتظار لموضوع القرعة، يقول احد الذين كانوا معه في رحلة الحج: ( كنا في رحلة الحج وبدأ الزحام واصبح صعبا الوصول الى الحرم فاقترحت عليه سلوك طريق مختصرة داخل منطقة الملاوي للتوجه الى الحرم مشيا على الاقدام فنصحني بترك هذه الفكرة ولكني اصررت فدخلنا الملاوي وسلكنا الطريق وبدأنا السؤال حتى رأينا مجموعة من شباب سوريين وقالوا لنا ان الحرم قريب جدا بمجرد عبور العقبة تصلون الحرم، وكذلك كل من سألناه قالوا لنا ان الحرم بعد العقبة، فلما وصلنا العقبة فاذا مرتفع شديد لم نصعده الا وانقطع نفسنا وتوقف اخي الشهيد اكثر من مرة وهو يلومني على هذا الطريق فلحق بنا الاخوة السوريين ورأوا حالنا فقالوا لنا: فكيف تفعلون في نزول العقبة وهو اشد؟، وفعلاً كان النزول منحدراً شديداً كأنه حفرة، وبقي الشهيد يتندر بهذا الموقف حتى لما عدنا وكلما التقينا يقول: تروح للعقبة؟، وهو يضحك رحمه الله).
الاستقامة:
يتحدث الدكتور عيسى الفلاحي عن شخصية الشهيد فيقول: ( قديما قالوا: اعظم الكرامة لزوم الاستقامة، فاذا كانت عوامل الزمن وما مر بنا من محن قد حالت دون استحضار موقف مع اخينا ضياء، ففي المقابل اجد اعظم المواقف اني مع طول الاحتكاك به والتعامل معه ابحث فلا اجد ولا موقفاً واحداً يثلم العلاقة الاخوية او ممكن ان تُعد ندبة سلبية في هذه العلاقة.. واني لأجد اعظم موقف اذكره لأخي وحبيبي ضياء – اضاء الله قبره – فلا اذكر عنه الا دماثة خلقه، وابتسامة محياه، وغيرته على الدعوة، ويقينه العالي بالله وحفظه، واني اشهد انه كان مقداماً عظيم التوكل على مولاه).
قصة استشهاده:
بالرغم من التحقاه بالوظيفة لم ينقطع عن نشاطاته وحضوره مع الرائد بصورة دائمة ومشاركتهم في نشاطاتهم، وفي يوم 26/11/2011 م كان حفل توزيع جوائز مسابقة الرائد الرمضانية السادسة، وكان من اجمل الاحتفالات، وكان هو مسؤول توزيع الجوائز، وانهى الحفل ثم هنأ اخوانه واكل معهم ومازحهم وانطلق بعدها الى بيته، فتعرض له بعض المجرمين في نفق ساحة النسور ببغداد واغتالوه باسلحتهم الكاتمة وفجعونا به.
نسأل الله ان يكتبه في شهدائه المخلصين وان ينتقم ممن تجرأ على هذا الدم الطاهر.