الفتيات والأمهات، هل هناك حلقة مفقودة بينهما ؟ فبعض الفتيات يشتكين من عدم تفهُّم الأمهات لهنَّ، أو عدم نزولهن لمستوى تفكيرهنَّ؛ مما يُسبب ردة فعل عكسية لدى نفسية الفتاة، فتتقوقع على نفسها، أو تلجأ لإحدى صديقاتها للبوح بمشاكلها؛ نظرًا لأن هذه الفتاة لم تجد أحدًا من ذويها وأهلها يحتويها، ويستمع لها ولمشاكلها بمزيد من الحرية في التعبير، دون أن تجد الفتاةُ الصدَّ من أول وهلة لمحاولة البوح لوالدتها.
أساليب لغرس الثقة بين الأم وابنتها
الأستاذةُ خولة القصبي، الداعية المعروفة، تُوضح بدورها أن الفتيات هنَّ لبنة المجتمع، فتقول:
” بناتنا أمانة في أعناقنا، على الأم أن تضع حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – نصب عينيها: (( كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته))، ولنتَّقِ الله ربَّنا في حفظ هذه الرعية، أما كيف تكسِب الأم ثقةَ ابنتها في البوح عن مشاكلها، فإن الثقة مطلب غالٍ وثمين، وهي تحتاج لغرسها في البنت منذ الصغر، وهذا يأتي عند اتِّباع الأم لأساليب كثيرة منها :
1- أن تغمر الأم ابنتَها بالحب والحنان والرضا، واحرصي أن تُشْعريها بمدى سعادتك لكونها ابنتَك.
2- كما قلت سابقًا: منذ الصغر أشعريها بفخرك بما تنجزه، وإن كان في بعض الأحيان يشوبه النقص أو الخطأ، حاولي نصحها للتصحيح بكل مودة ومحبة؛ حفاظًا على مشاعرها.
3- احرصي دائمًا على تعزيز ثقتها بنفسها، بالتالي ستنالين كلَّ ثقتها بك، مستمدة ذلك ممَّا منحتيها من ثقتها بشخصيتها.
4- أفسحي لها المجال في اختيار ملابسها، وعليك ملاحظة ميولها، وتقويمها بكل لطف ومحبة؛ ليكون مفهومها للأناقة مفهومًا متلائمًا مع كونها الفتاة المسلمة، ذات الكيان الهادف بمجتمعها عامة، وبين بنات جنسها خاصة.
5- السماح لها بفتح باب المناقشة في الأمور الخاصة بها أو بالأسرة، والتوجيه غير المباشر، بأن تكون طريقة النقاش مثمرة، ويحترم فيها الصغير رأيَ مَن هو أكبر منه.
6- حتى تبدئي بنفسك، وتكوني قدوة حسنة؛ اظهَري دائمًا بالمظهر الوقور أمامها، فهي مقلدة لك في كل صغيرة وكبيرة، ولن تسمع لك إن لم تكوني قدوة صالحة.
7- أيتها الأم الحبيبة، لتنالي ثقة ابنتك؛ ابتعدي عن الشدة والأساليب الصارمة، مع المحافظة على المحاسبة لكل خطأ بطريقة لينة، واحرصي كل الحرص أن تكوني كما قال عمر – رضي الله عنه -: “لا تكن صلبًا فتُكسر، ولا ليِّنًا فتُعصر”، أو كما قال – رضي الله عنه.
عذب الكلام، وحلاوة اللسان، وحسن المنطق، وجمال روحك – سبيل لوصولك لقلب ابنتك؛ فاحرصي على التحلي بها دائمًا.
وأخيرًا احتسبي الأجر، وتحلي بالصبر؛ لأن الصبر صفة المرأة المؤمنة، وهو مفتاح الفرج، والله مع الصابرين، مع الاستعانة بالله، وحسن التوكل عليه، والتضرع بالدعاء أن يحفظ العلي القدير ابنتك وذريتك أجمعين.
المصدر: الالوكة