المولد والنشأة
ولد عام 1978 بمحافظة البصرة، درس الابتدائية في مدرسة المصير الواحد ثم اكمل المتوسطة في مدرسة ابي الاسود الدوؤلي ثم اعدادية الرسالة في منطقة الحيانية، ثم تخرج من معهد النفط قسم اللحام عام 2003.
نشأ وسط البساتين العامرة، والمياه النقية التي تركت بصمة الهدوء والسكينة في شخصيته فيما بعد، يُزينها حب عميق لكتاب الله سبحانه وارتياد للمساجد وحضور النشاطات الدعوية، فهو من رواد مسجد المناصير في منطقة الجمعيات وكانت هي الانطلاقة في العمل الاسلامي.
طريق الدعوة
بدأت اهتمامات الشهيد يرحمه الله بالعمل للاسلام مع الاخوة العاملين في حقل الدعوة تترسخ شيئاً فشيئاً، ومع اطلالة عام 2000 انضم الى الحركة الاسلامية التي وجد فيها كتلة من القلوب تقودها القيم والفضائل.
اشتغل بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر في محيط تحركاته وعمله، وساهم بشكل فاعل في جذب الشباب الى المسجد وتعليمهم طريق الاستقامة على دين الله عز وجل.
امتلك الشهيد رحمه الله حرقة على نشر هذا الدين بين اهله واخوانه وبحماسية عالية برزت من خلال حديثه وعمله الدؤوب الذي لا يعرف الملل ولا السكون.
كان سالم محبوباً بين اخوانه حيث الابتسامة والكلام الهادف الذي يخرج من القلب ما ينعش به نفوس الذين عاشروه وجالسوه خلال مسيرتهم التي قضوها معه.
مع الشباب
كان الشهيد رحمه الله يربي من حوله على ما تلقاه من افكار الوسطية، ضارباً لهم اروع الامثلة في سيرة رجالها وقادتها، فكان يدير بعض حلقات المسجد الذي نشأ فيه ويتواصل مع افراده تواصلا يحقق الهدف الذي كان يطمح اليه الا وهو فهم الاسلام كما اراده الله.
عمل الشهيد رحمه الله على ترسيخ مبدأ مهم في العقيدة الاسلامية وهو ان السعادة البشرية تكون من خلال احتكامها لشرع الله واتباع تعاليمها والوقوف عند كل صغيرة وكبيرة نطق بحكمها التشريع، وان تطبيق اي قانون او شريعة غيره تعني الشقاوة في الدنيا والاخرة.
كما دعى الشباب الى دراسة السيرة النبوية والحديث الشريف وفق المناهج العلمية والتخصصية لاخذ الدروس العملية منها وتطبيقها في واقع الحياة.
ومما تمتع به الشهيد رحمه الله هو التريث في تربية الشباب مع مراعاة لسلّم الاولويات والتدرج في تشكيل العقلية الاسلامية الناضجة، وكثيراً ما ينكر على المتعجلين هذا الامر ويعتبر نتائجه سلبية وغير هادفة.
ومضات دعوية
مما اتسم به الشهيد رحمه الله في الشجاعة والامضاء في الحق بعد توكله على الله حق التوكل، وقد غرس هذه الصفات فيمن عاشروه وجالسوه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.
كان الاخ سالم يرحمه الله داعية لا تفوته فرصة الا ويستثمرها دعوياً بالشكل الامثل، يعينه في ذلك صدقه واخلاصه نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله احداً.
اتصف بالمرونة وقبول الاراء مهما كانت مختلفة معه، ففي احد الايام حصل نقاش مع اخ له في المسجد حول قضية معينة، فاحتدم النقاش بينهما وفي اليوم التالي قدم سالم هدية لاخيه حباً وواً تطبيقاً للشعار الذي رفعه الصحابة الكرام: اختلف معك رأياً، ازداد لك حباً.
ان استشهاده كانت فاتحة دعوية لكثير من الناس الذين يعرفونه، اذ يروي احد تلامذة الشهيد قائلاً: ان حادثة استشهاده كانت بفضل الله سبباً لاحياء قلوب كانت ميتة ولا تعرف طريق المساجد فاكثر من شخص من اصدقاء الشهيد واقربائه بدأوا يصلون في المسجد، فكان موته حياة لهؤلاء جميعاً.
قصة استشهاده
يوم 18 اذار 2006 م وبعد ان كان خارجاً من صلاة المغرب في المسجد، قامت المليشيات بدهسه مع اخيه في الدعوة والشهادة ان شاء الله رضوان كامل، فهما كانا يستقلان دراجة نارية، بينما كانت المليشيات الاجرامية تستقل سيارة بيك اب.
تعرضا الى اطلاق نار من الخلف فسقطا غدراً على الارض، حمل المجرمون البطلين وارادوا ادخالهما السيارة بالقوة، فقاوم البطلان ذلك رغم النزيف، عندها قام المجرمون بتكسير ايديهما، وهو ما ظهر على جثتيهما ثم انزلوهما في شارع القائد في منطقة الحيانية واجهزوا عليهم بشكل تام.
وبعد ايام رأى في المنام قسيماً وهو شقيق سالم الاكبر ان الشهيد في حديقة خضراء جميلة والابتسامة تعلو وجهه وينادي على اخيه الاكبر تعال معي الى هذه الحديقة ففيها السعادة والطمأنينة، وبعد ايام رزق قسيم الشهادة باذن الله تعالى بعد ان اغتالته ايادي المجرمين.
تقبل الله شهداءنا الابرار في عليين، ورزقهم صحبة خير المرسلين، والحقنا بهم في مستقر رحمته، انه ولي ذلك والقادر عليه، نعم المولى ونعم النصير.