المولد والنشأة
ولد عام 1983 م في الموصل، وسط اسرة محافظة تتسم بالفطرة السليمة وحسن الجوار وحب الخير للاخرين، مما كان لهذه الصفات دور بارز في تكوين شخصيته في قابل الايام.
درس الابتدائية في مدرسة القادسية في الجانب الايمن من المدينة، واكمل المتوسطة والاعدادية في المنطقة نفسها، والتحق بكلية الصيدلة، وفي المرحلة الخامسة منها التحق بقافلة الابرار دون ان يكمل، ولان قانون التعليم الجامعي يعطي للطلبة الشهداء امتياز اللقب فقد منح رحمه الله درجة البكالوريوس في الصيدلة.
تتحدث والدته عن ايامه الاولى فتقول: ( نشأ في طاعة الله متّجهاً الى الدين، يقوم باشياء كثيرة خارج البيت مثل العمل التطوعي في جمعيات خيرية، ويده ممدودة لكل المجالات، حتى الراتب الذي يتقاضاه يساعد فيه الناس، وكان يقسم وقته بانتظام ساعتين للقراءة وساعتين للتلاوة وساعتين لزيارة مريض وساعتين لحضور محاضرة في مختلف التخصصات).
طريق الدعوة
اثناء العطلة الصيفية وفي دورات تحفيظ القران، تعرف على دعوة الحركة الاسلامية من خلال استاذه في حلقة المسجد، وكان زيد لا يزال طالبا في الخامس الابتدائي، فهو منذ نعومة اظفاره غرست فيه معاني لاخلاص والايثار وحب التضحية في سبيل الله تعالى.
قرأ على استاذه سيرة ابن هشام بطريقة البحث بين السطور وانزال النص على الواقع، وعرف عنه التزامه في الحلقات التربوية بشكل منتظم، ويستاء حينما يحصل تاخير او تباطؤ في النشاطات.
وفي عام 2005 م واثناء الدورات الصيفية لحفظ القران الكريم، كان زيد مديراً للدورة القرانية في جامع ذي النورين، وكانت لديه امتحانات، ولديه التزامات كثيرة، لكنه يحرص على الوجود في ليالي الامتحان، فلما يتكلم عنه الشباب يقول: ( هذه امانة ويجب ان اعطيها حقها)، فضلا عن تدريس مادة السيرة النبوية، وعرف عنه لطفه وحسن خلقه مع التلاميذ، وحرص على توظيف المواقف وتحويلها الى دروس دعوية للجميع.
ومضات من نور
- ثبت في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :” تبسمك في وجه اخيك صدقة” ( رواه الترمذي)، ويشهد الكثير ممن عرف زيد انه دائم الابتسامة حتى في اشد المواقف صعوبة.
- دأب رحمه الله عى كثرة الصوم، وحينما يسأل عن السبب يقول: ( لأجل ان اهذب نفسي لما ارى فيها خللاً او ابتعاد اباشر بالصوم وخصوصا الاثنين والخميس).
- لا يعتذر عن العمل الدعوي مهما كانت العواقب، وعندما يتدهور الوضع الامني في المدينة ويكون هناك احتياج للسيارة يكلف زيد مباشرة لانه معروف بالاستجابة وعدم التردد.
الصيدلية في خدمتكم
وضع زيد رحمه الله ضمن جدول اعماله افتتاح صيدلية، وقد كان له ما اراد بفضل الله تعالى، وتمكن من توظيفها في تمويل بعض الانشطة الدعوية، حيث قسم الارباح الى ثلاثة امور، النصف الاول تدفع لخدمة الدعوة في مختلف شؤونها، والربع للايتام، والربع المتبقي فهو لإعالة نفسه وعائلته.
وحينما شاهده اصحابة وهو يبقي الصيدلية الى ساعة متاخرة من الليل سالوه عن السبب فاجابهم بالقول: ان القضية ليست مادية بل هي لتلبية احتياجات المضطرين والمرضى.
الطريق الى الشهادة
سار زيد الى قافلة الشهداء عبر خطوات طيبة، فابتدأ بخروجه مع والدته للسوق لشراء ملابس جديدة، وبعد رجوعه يقول لصاحبه: انت تصمم صور للشهداء فاذا رزقني الله الشهادة هل تصمم لي صورة؟ فيجيبه صاحبه بالموافقة فيمسك زيد المصحف ويقف خلف جدار ابيض لهولة التصميم في برامج الكمبيوتر، وفي اليوم التالي يخرج قائلاً لامه الحنون: ( ادعيلي استشهد ) فتكون النظرات جواباً بليغاً، يسرع زيد في ذلك اليوم 5/1/2009 من اجل توزيع بعض المعونات الطبية في الاقسام الداخلية، ويرجع مع صلاة المغرب حيث يفتح ابواب صيدليته كالعادة، لم يطل به المقام حتى يدخل عليه رجل فيطلق عليه النار بست اطلاقات في منطقة الجهاز التنفسي، يصاب صاحبه بالذهول حيال الموقف ويتصل باحد الاوة بالاسعاف كذلك، ومع وصول الاسعاف ينقل الى المستشفى وما ان يعرض على الطبيب حتى يقول لهم: انه قد فارق الحياة ولا فائدة من ادخاله غرفة العمليات.
ومع ارتفاع اذان صلاة العشاء تكون روحه قد ارتفعت الى بارئها مودعة الدنيا بحسن خلق وعمل صالح.
تغمد الله زيد بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته.