المولد والنشأة
ولد عام 1979 بحي الخليج العربي في مدينة البصرة، اكمل دراسته الابتدائية في مدرسة صفين، ثم المتوسطة في مدرسة وسام الثورة، ومن بعدها الاعدادية في مدرسة الاصمعي، وبعد التخرج من الاعدادية تم قبوله في كلية الزراعة، قسم الثروة الحيوانية، والتحق مطلع عام 2003 بالخدمة العسكرية بعد تخرجه من الكلية.
نشأ الشهيد على الفطرة السليمة، فشخصيته هادئة منذ الصغر، ويختار اصدقائه بتأني، مع التزام واضح بالصلاة وخدمة المساجد وحضور انشطتها كافة، وهو من رواد مسجد المناصير في منطقة الجمعيات، وكان يحرك الشباب ويجلبهم من اماكن مختلفة ليرتادوا المسجد ويعمروه بالصلاة والعبادة.
طريق الدعوة
بدأ مسيرته في الحركة الاسلامية قبل الاحتلال الامريكي للعراق، فقد انضم لصفوفها منذ عام 1998 واصبح من حملة الفكر الوسطي ما جعل قلبه وعقله يمتلئ نوراً.
عاش الشهيد رضوان رحمه الله يأخذ الدروس العملية من التفسير القيم ( في ظلال القران) ليمضي ساعياً في تعريف الناس بربهم وبعبوديتهم الحقة له، وكان له عمل متواصل وذا همة عالية، يحمل هم الدعوة الى الله تعالى، فكان كثير القراءة، مثقف الفكر.
عمل مع اخوانه في كثير من المواطن لنصرة دين الاسلام بعد الغزو الامريكي للعراق، فهر رحمه الله ذو عمل ميداني، ويتفقد اخوانه ويزورهم، وورثت حركته الميدانية هذه شباب يقدمون للاسلام ما يرتضيه الله ورسوله.
ومضات تربوية
كان للاخ رضوان رحمه الله نشاطات متعددة في حقل الدعوة، ولها الاثر الايجابي بين اخوته ومحبيه، مع تمتعه بمهارات عدة ومنها القدرة على الاقناع والاستفادة من الطاقات الشبابية لانجاح الاعمال.
آمن الشهيد رحمه الله بان المنهج الوسطي للاسلام هو الطريق الوحيد الكفيل بحل مشكلات الواقع، فقرر ان يقضي عمره في هذا الطريق الى ان يلقى الله.
ركّز على حلقات القران وعلى قراءة الورد القراني اليومي بين صلاتي المغرب والعشاء، وبقي يغرس في الشباب معاني القران الكريم، واعتقد ان علاج الفهم الخاطئ المتطرف للاسلام يتمثل بربط الناس بالقران والسنة الصحيحة كما كان يفهمها الصحابة الكرام رضوان الله عليهم اجمعين.
كان رحمه الله واسع الصدر وله القابلية على استيعاب المقابل ويسمع من الجميع ويرد عليهم بهدوء، لم يعنّف احداً او صدّ عن احد او حاول ان يستبد برأيه، وكان قريباً من الشباب باستيعابه لهم.
قصة استشهاده
بعد ان خرج الاخوان رضوان كامل وسالم حمود النجدي من صلاة المغرب في المسجد يوم 18/3/2006م، قامت فرق المليشيات بدهس رضوان واخيه سالم النجدي، وهما يستقلان دراجة نارية، بينما استقل المجرمون سيارة بيك اب، فسقطا غدراً على الارض، فحمل المجرمون الشهيدين وادخلوهما السيارة، فلما قاوموهما كسروا ايديهما، وهو ما ظهر على الجثث، ثم انزلوهما في شارع القائد في الحيانية واطلقوا عليهم رصاصات الغدر.
رحم الله الشهيدين، ونسأل الله ان يجعلهما في حواصل طير خضر تؤوي عند العرش في مقعد صدق عند مليك مقتدر.