د. عبد الحميد المحيمد
من الحكم المشهورة قولهم : ” تعرف الأشياء بأضدادها”. وعند عقد مقارنة بين الناجح وغير الناجح يتضح معنى كل منهما وتظهر خصائصه. وسأبيّن الفرق بين الناجح والذي لم ينجح بعد:
الناجح لديه هدف واضح ومحدد يسعى لتحقيقه، ويترتب على ذلك وضوح الرؤية وانتظام العمل.و استراتيجية واضحة يعمل في إطارها مع وجود خطط بديلة ينتقل إليها عند الحاجة. و لديه طموح وحب المغامرة يدفعه للأمام ما يوفر الدافعية والرغبة المشتعلة للمضي في طريقه وتحدي العقبات.
الناجح شخص عصامي يشق طريقه بنفسه ولا ينسى أن يستفيد من تجارب وخبرات الآخرين.
يقول الشاعر الطغرائي :
حب السلامة يثني عزم صاحبه عن المعالي ويغري المرء بالكسل
لا يستسلم الناجح ويسعى لاقتناص فرصته، فإن لم يجدها صنعها لأنه يعلم بأن الربان الماهر يجدّف إذا سكنت الرياح.و لديه قدرة على التكيف مع المتغيرات ولديه قابلية للتأقلم مع المستجدات والتعامل معها بمرونة نظراً للقدرة على التنبؤ الذي يصاحب عملية التخطيط.
يعمل الناجح بجد دون تذمر ولا ملل ويرى الأخطاء تجارب تقربه من الوصول إلى الهدف. قال أديسون: “كثير من حالات الفشل في الحياة كانت لأشخاص لم يدركوا كم كانوا قريبين من النجاح عندما أقدموا على الاستسلام “.
يعشق الناجحون الإبداع ويعملون جاهدين على الابتكار لأنهم لا يحبون أن يكونوا نسخاً مكررة عن آخرين، ولا يمنعهم ذلك من الاستفادة من أساليب وأدوات الآخرين .و لديه شغف وحب لما يعمل فهو يستمتع بما يعمل ولا يؤخر متعته إلى أن يصل إلى الذروة والنجاح. يطوِّر الناجح نفسه باستمرار ويسعى لارتقاء سلم الكمال ولا يتعاجز ، ويقبل النصائح والانتقادات ويحرص على الاستفادة منها.
أما غير الناجح فإنه يستسلم بسهولة ولا يرى الفرص كما يراها الناجحون . ويعجز عن مواجهة المتغيرات ويفكر بالهروب ويختلق الأعذار للانسحاب. ولا يستفيدون من تجارب ودروس الحياة.
يغيب الإبداع عن قاموس الذي لم ينجح بعد، وتجده يتبع نمطية لا يتجاوزها على طريقة : ” نسخ ولصق” دون محاولة الابتكار . ولا يمتلك شغفًا حقيقيًّا بما يعمله ولذلك يبحث عن لحظة الانتهاء من عمله والخلود إلى الراحة والكسل. ويكتفي بما هو عليه، ولا يقبل نصائح الآخرين ويبرر أخطاءه باستمرار ولا يسعى لإصلاحها .
المصدر: صيد الفوائد