المولد والنشأة
ولد عام 1937 م في مدينة راوة وسط اسرة محافظة، تربى داخلها على احكام الدين ومآثر الرجولة، وبعدها انتقلت عائلته الى مدينة الخالدية وهناك خطى اولى خطواته نحو المسجد والتزم الصلاة.
بدأ مشواره الدراسي (الابتدائية والمتوسطة) في مدينة الفلوجة، وتأثر بالجو الاسلامي لهذه المدينة الطيبة، ودرس بعد ذلك في معهد المعلمين في الرمادي، وبعد اكماله المعهد توجه الى مصر للدراسة في الازهر الشريف، اكمل سنة واحدة هناك ثم تركه لاسباب مادية.
وبعد عودته التحق بكلية الدراسات الاسلامية في بغداد ومع نهاية العام 1975 حصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة الاسلامية والاداب بتفوق باهر.
طريق الدعوة
اثناء تواجده في معهد المعلمين في الرمادي، تعرف على الحركة الاسلامية والتزم منهجها، ومثّل مع مجموعة الطلبة خلية نحل للزيارات الدعوية والمؤتمرات العامة للدعوة.
تجول الحاج حبيب في ربوع الانبار داعياً الى الله سبحانه بالحكمة والموعظة الحسنة، فمرة مع الاهالي، ومرة خطيباً في المساجد، واحيانا اخرى تجده يجلس في المقاهي ناصحاً من يجلس معهم بضرورة الالتزام والاكثار من الاعمال الصالحة.
التعليم وخدمة الدعوة
تخرج الحاج حبيب من الدراسات الشرعية في بغداد حاملاً معه امانة العلم وثقل المسؤولية الدعوية، ولم يجد افسح مكاناً لنشر ذلك الخير غير ميدان التعليم في المدارس، اذ هو منشأ الاجيال التي تكون بكفاءتها مادة الشعوب.
فسعى من خلال وجوده الى تعليم الطلبة بشكل عملي اداء الوضوء ثم الصلاة ثم بدأ بتشجيعهم على حفظ القران، وكثيرا ما صحب الصغار الى المسجد، وبفضل من الله استطاع ان يخرج عددا مباركا من الشباب الملتزم الذي ينافح عن دعوة الاسلام.
السياحة الدعوية
سافر الى اليمن في نهاية العام 1995 م بعد حصوله على عقد بالتعليم في مدارس المعاهد العلمية والتربوية التابعة لتجمع اليمن للاصلاح، حيث يشرف على هذه المدارس عدد من قادة الدعوة في مختلف انحاء العالم، وابتدأ عمله التربوي بتدريس مواد العلوم الشرعية واللغة العربية، وقد حصل على عدة كتب شكر وتقدير لادائه المتميز.
القى الكثير من المحاضرات في مختلف المساجد والمدارس، وقد احبه كل الذين عملوا معه من اهل اليمن ومختلف الجنسيات، ويلقبونه بالوالد كعادة اهل اليمن للرجل الكبير، ويذكر احد اقاربه ممن رافقوه في تلك الرحلة انه لم يفتر عن صلاة الفجر وقيام الليل، وفي رمضان يعتكف العشر الاواخر منه ويلقي الدروس في المسجد، وكان يركز على تفهيم الناس دور الحركة الاسلامية في توعية الشعوب.
مساعي الخير
بعد حصول كارثة الاحتلال البغيض، عمل مع اهل الدعوة الى الله في اتجاهات متعددة لسد الفراغ، واخذ زمام المبادر في الانقاذ لبلد تعمل فيه معاول الهدم على قدم وساق.
فاولى الخطوات سعيه الحثيث الى تجميع الصفوف، وازالة الكدر عبر لقاءات كثيرة، وادامة التواصل مع الجميع، والعمل على حماية الممتلكات العامة للدولة التي تركت دون حسيب او رقيب، كما حث اهل المروءة والخير على العمل لنصرة الحق وعدم ترك الساحة يعبث بها الغوغاء.
وحرص على نشر دروس العلم في مدينته، ومن ذلك دوره الايجابي في حل الخصومات العائلية التي تقع نتيجة ” الارث ” بين ذرية المتوفي، حيث كانت لهذه الخطوة اثار ايجابية بين المجتمع.
قصة استشهاده
تميل الشمس الى الغروب، ويقصد الحاج حبيب مسجده (سعد بن معاذ) لاداء صلاة المغرب، وبعد انتهاء الصلاة يوم الخميس 14/4/2005 م يصطحب الحاج معه احد فتية المسجد في طريق عودته الى البيت، وما هي الا خطوات عن باب المسجد اذ تفاجئه سيارة تحمل عصابة الغدر، حيث تطلق عليه النار بشكل مباشر فيرتفع شهيداً في الحال.
تغمد الله شهيدنا بواسع رحمته… واسكنه فسيح جناته.